للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتقدّمت مراسمنا باستدعا التقىّ بن التيميّة المذكور إلى أبوابنا عند ما شاعت فتاويه شأما ومصرا، وصرّح فيها بألفاظ (٢) ما سمعها ذو فهم إلاّ وتلا {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً} (٣)

ولمّا وصل إلينا، تجمّع أولو (٤) الحلّ والعقد، وذوو التحقيق والنقد، وحضر قضاة الإسلام، وحكّام الأنام، وعلما الدين، وفقها المسلمين، وعقد له مجلس شرع، فى ملأ من الأيمّة والجمع، فثبت عند ذلك عليه، جميع ما نسب إليه، بمقتضى خطّ يده، الدالّ على معتقده، وانفصل ذلك الجمع، وهم لعقيدته منكرون، وآخذوه (٨) بما شهد به قلمه عليه {سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ} (٩)

وبلغنا أنّه كان استتيب فيما تقدّم، وأخّره الشرع الشريف لمّا تعرّض إلى ذلك وأقدم. ثمّ عاد بعد ردعه ومنعه، ولم تدخل تلك النواهى فى سمعه

فلمّا ثبت ذلك فى مجلس الحكم العزيز المالكىّ، حكم الشرع الشريف بأن يسجن هذا المذكور، ويمنع من التصرّف والظهور

ومرسومنا هذا يأمر بأن لا يسلك أحد ما سلكه المذكور من هذه المسالك، وينهى عن التشبّه به فى اعتقاد مثل ذلك، أو يغدو له فى هذا القول متّبعا، أو لهذه الألفاظ مستمعا، أو يسرى فى التجسّم مسراه، أو أن يفوه بجهة للعلوّ، مخصّصا أحدا (١٨) كما فاه، أو يتحدّث إنسان فى صوت أو حرف، أو يوسّع القول فى ذات أو وصف، أو يطلق لسانه بتجسيم،


(٢) بألفاظ: باللفاظ--ذو: ذوو
(٣) السورة ١٨ الآية ٧٤
(٤) أولو: اولوا--وذوو: ودوى
(٨) وآخذوه: وو اخدوه
(٩) السورة ٤٣ الآية ١٩
(١٨) أحدا: احد