للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو يحيد (١) عن طريق الحقّ المستقيم، أو يخرج عن رأى الأمّة، أو ينفرد عن علماء الأيمّة، أو يحيّز الله تعالى فى جهة، أو يتعرّض إلى حيث وكيف، فليس لمن يعتقد هذا المجموع عندنا غير السيف

فليقف كلّ أحد عند هذا الحدّ، ف‍ {لِلّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} (٥) فليلزم (٥_) كلّ من الحنابلة بالرجوع عمّا أنكره الأيمّة من هذه العقيدة، والخروج من هذه المشتبهات الشديدة، ولزوم ما أمر الله به من التمسّك بمذاهب أهل الإيمان الحميدة، فإنّه من خرج عن أمر الله تعالى {فَقَدْ ضَلَّ سَااءَ السَّبِيلِ} (٨) وليس له منّا غير السجن الطويل من مقيل

ومتى أصرّوا على الامتناع، وأبوا (٩) إلاّ الدفاع، فليس لهم عندنا حكم ولا قضاء ولا إمامة، ولا نسنح لهم فى بلادنا بشهادة ولا منصب ولا إقامة، ونأمر بإسقاطهم من مراتبهم، وإخراجهم من مناصبهم. وقد حذّرنا وأعذرنا، وأنصفنا حيث أنذرنا

فليقرأ مرسومنا هذا على المنابر، ليكون أعظم زاجر وأعدل ناه وآمر. وليبلّغ للغايب الحاضر

والخطّ الشريف أعلاه، حجّة بمقتضاه

وكتب هذا المرسوم عدّة نسخ، ونفذ إلى ساير الممالك الإسلاميّة.

وتولّى قراية هذا المرسوم الوارد بدمشق القاضى شمس الدين محمد بن شهاب الدين محمود الموقّع، وبلّغ عنه ابن صبيح المؤذّن. وأحضروا الحنابلة بعد ذلك، واعترفوا عند قاضى القضاة جمال الدين المالكىّ بأنّهم جميعهم


(١) يحيد: يتحيد
(٥) السورة ٣٠ الآية ٤
(٥_) فليلزم: فليزم
(٨) السورة ٢ الآية ١٠٨
(٩) وأبوا: وأبو