الملك خدابنداه كان معهم وأنّ بعض الكيلانيّة أخذه ونجا به. وفرح بموت قطلو شاه نايبه، فإنه كان غالبا على أمره. وذكروا التجّار أنّ هذه البلاد الكيلانيّة مسافة سبعة أيّام، فى عرض ثلاثة أيّام، والبحر محيط بها من جانب والجبال من جانب، ولها طريقين لا غيرهما. تزرع الأرزّ لأجل قوتهم. وهى بلاد ضيّقة حرجة كثيرة الوعر، وأكثر ما عليهم من المضرّة صاحب مازندران، لما بينهم من العداوة القديمة بسبب المجاورة لهم، والحروب بينهم لا تكاد تنقطع، والله أعلم
وفيها قتل الملك خدابنداه بولاى (٨)، فإنّه بلغه عنه كلام كثير، قتله فى شهر ربيع الآخر. ثمّ إنّه أرسل الشيخ براق-الذى كان قدم إلى دمشق رسولا فى السنة الخالية-إلى الكيلانيّة، فقتلوه. فانزعج لذلك وجرّد إليهم جيشا فيه ماية ألف، ونزل بنفسه على المازندران. وكان عند خروج ابن ضبرة تركهم على ذلك
وفيها فى العشر الأوّل من شهر ربيع الأوّل، وصل الأمير حسام الدين مهنّا بن الأمير شرف الدين عيسى بن مهنّا إلى الأبواب العالية، واجتمع بالمقام الأعظم السلطانىّ، وحصل له من الإقبال والإنعام شئ كثير. وخاطب مولانا السلطان فى أمر الشيخ تقىّ الدين بن التيميّة، فأنعم مولانا السلطان له بإطلاقه. فتوجّه إليه الأمير حسام الدين مهنّا بنفسه إلى السجن، وأخرجه يوم الجمعة الثالث والعشرين من ربيع الأوّل، وأحضر إلى دار النيابة بحضرة الأمير سيف الدين سلاّر وأحضر له بعض الفقها، وحصل بينهم كلام كثير وبحث زايد يضيق هذا المجموع عن بعضه، وقربت صلاة الجمعة فافترقوا. ثمّ اجتمعوا وبحثوا إلى المغرب ولم ينفصل لهم أمر. ثمّ اجتمعوا يوم الأحد الخامس والعشرين من الشهر، وحضروا جماعة فقها أخر، وحضر