للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والناس فى سبب تلقيبهم إياه بالمبرّد على قولين أحدهما: أنّه استحقّ ذلك لقول الشاعر فيه (من البسيط):

إنّ المبرّد ذو برد على أدبه ... فى الجدّ منه إذا ما شبت أو لعبه

وقلّ ما أبصرت عيناك من رجل ... إلاّ ومعناه أن فكرت فى لقبه

والآخر أنّه لقّب بذلك على الضدّ كما لقّب الغراب بالأعور والمثل يضرب به فى حدّة البصر.

قال المبرّد: كان يقال: أعرق قوم فى الشعر آل حسّان فإنّهم يعدّون ستّة فى نسق كلّهم شاعر، وهم: سعيد ابن عبد الرحمن بن حسّان بن ثابت بن المنذر بن حرام حتى جاء آل أبى حفصة وتوارثوا الشعر كابر عن كابر وتناسق منهم عشرة على الولاء مذكورين بالشعر، أنشدوا الخلفاء وأجزوا الجوائز، فأوّلهم أبو حفصة مولى عثمان كان شاعرا، وهو القائل يوم الجمل وقد شهد الموقف مع مروان بن الحكم من قصيدة رجز:

إنّى لورّاد حياض الشرّ ... معاودا للكرّ بعد الكرّ

(٣٤٠) ثم يحيى ابن أبى حفصة وهو القائل (من البسيط):

يا ليت أيّام لذات الصبى رجعت ... هيهات ذلك شئ ليس مرتجعا

ثم سليمان بن يحيى وهو القائل (من الطويل):

وقائلة ما بال مالك ناقص (١) ... وأموال أقوام سواك تزيد

فقلت لها إنّى أجود بما حوت ... يداى وبعض القوم ليس يجود

ثم مروان بن سليمان وهو القائل (من الكامل):

أنّى يكون وليس <ذاك> (٢) ... بكائن

لبنى البنات وراثة الأعمام

ألقى سهامهم الإله فحاولوا ... أن يشرعوا فيها بغير سهام


(١) ناقص: ناقصا لطائف المعارف
(٢) ذاك: لطائف المعارف