للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطير بأسره، برّه وبحره فى أسره، واليوم أرذلها وأحقرها وأنحسها وأقذرها. فكان الرمز الظاهر، أنّ هذا العقاب الكاسر، هو الملك الناصر، وأنّ هذا البوم المكسور، بيبرس الباغى المقهور. وذلك مطابق لقياس الجنسيّة، يفهمه من كان فيه ذوق وحسّيّة: فإنّ جنس مولانا السلطان الملك الناصر أشرف جنوس الترك من يافثها، وجنس بيبرس أبذأ (٥) أنجس جنوسها وأخبثها

وأعظم الأدلّة أيضا فى هذا الباب، ما يشهد به عدد الجمّل فى الحساب، وذلك أنّ أعداد حروف (عقاب) سبعة عشر عددا محرّرا: فالعين بعشرة، والقاف بأربعة، والألف بواحد والباء باثنين، وأعداد حروف (الناصر) كذلك: فالألف بواحد، واللام (١٠) بستّة والنون باثنين، والألف محذوف فى رسوم الخطّ، والصاد ساقط من الأعداد، والراء بثمانية. فحصلت المطابقة بين هذين الاسمين فى الأعداد والحساب. فكان الناصر هو العقاب، من غير شكّ ولا ارتياب. وكذلك أنّ أصل اسم (البومة) بومهة، وهى لفظة فارسيّة، معناها وجه ابن آدم. ذكر ذلك الجاحظ فى «كتاب الحيوان (١٤)» وهو مشتقّ من كهرومرت الذى هو عند الفرس آدم، وقد تقدّم القول فى ذلك.

فأعداد (بومهة) اثنين وعشرين، الباء باثنين، والواو بستّة، والميم بأربعة، والهاء بخمسة، والهاء الثانية بخمسة، فالجملة اثنين وعشرين، و (بيبرس) كذلك:

فالباء باثنين، والياء بعشرة، والباء الثانية باثنين، والراء بثمانية، والسين ساقط، فالجملة اثنين وعشرين. فحصلت المطابقة فى هذين الاسمين أيضا. فكان بيبرس هو البومهة فى أعداد الحساب، من غير شكّ ولا ارتياب. فهذه نكتة ظاهرة، وآية باهرة


(٥) أبذأ: أبزا
(١٠) واللام: والام
(١٤) لم نجد هذا النص فى «كتاب الحيوان» نشرة الحلبى