للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنّما خرجت هذه الطايفة الشّرذمة اليسيرة عن الطاعة لسوء بختهم وقلّة بصايرهم، ونحن لهم فى أشدّ الطلب، وإن أمعنوا فى الهرب، وسوف يجنوا ثمرة اعتمادهم، ولا ينفعهم من صار إليه ملاذهم. -وفى الكتاب التأكيد على نايب الشأم بحفظ المؤازرة والتيقّظ (٤) فى ساير الأحوال

ولمّا كان صبيحة ذلك اليوم وهو نهار السبت، اجتمع الأمرا وأحضر القضاة والمصحف المطهّر، وجدّدت الأيمان للمظفّر، ونادوا بدمشق:

سلطانكم المظفّر، ومن تكلّم فيما لا يعنيه شنق. -وعاد فى تلك الأيّام الناس يعبرون من ظواهر دمشق إلى البلد، وحصل فى أبواب دمشق الازدحام كأيّام الجفل

ثمّ حضر جندىّ وأخبر أنّ ركاب مولانا السلطان الملك الناصر وصل إلى مدينة أذرعات. وظهر من الأفرم المعاندة والمنع، وأنّه لا يمكّنه من العبور إلى دمشق البتّة. وكان قد سيّر قبل ذلك الأمير علاء الدين أيدغدى شقير الحسامىّ والأمير بدر الدين جوبان ليردّوا مولانا السلطان عن قصده. فعاد الأميران من عند مولانا السلطان، وقد أخلع عليهما وأنعم عليهما بذهب له صورة، وخفض (١٥) لهما جناحه الشريف من ليّن القول. فرجعا وقد استمالا إلى خدمته. ورأى ملك الأمرا أنّ أحواله مع أكثر الأمرا محلولة. فاحتاج أن يلين عن القساوة خوفا على نفسه. ثمّ إنّه سيّر الأمير سيف الدين بهادر آص والأمير سيف الدين بكتمر الحاجب ليشيرا على مولانا السلطان بالعودة إلى الكرك. فعادا إلى دمشق ليلة الثلثا وأخبرا أنّهما لم يجدا مولانا السلطان عزّ نصره بتلك المنزلة التى كان بها، وأنّه رجع إلى الكرك المحروس، ولم يعلم سبب ذلك


(٤) والتيقظ: والتيقض
(١٥) وخفض: وحفظ