للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعلى أيديهم كتب من مولانا السلطان عزّ نصره إليه وإلى جميع الأمرا الكبار بدمشق تتضمّن طلب المساعدة والمؤازرة والنصرة، وأنّ ركابه الشريف يقصد الحضور إلى دمشق، قال: فلمّا وقف ملك الأمرا على الكتاب الذى وصل إليه طلب جميع الأمرا، واجتمعوا بالقصر الأبلق وقرأ عليهم كتابه. وأحضروا أيضا كتبهم الواصلة إليهم. وضربوا فى ذلك مشورا كبيرا (٦). ثمّ كتبوا الجواب، وهو جواب واحد، يتضمّن من القول:

إن كان العسكر المصرىّ معك فنحن أيضا فى خدمتك، وإلاّ فلا طاقة لنا بالمصريّين، ولا نرى سفك دما الإسلام، ونحن تبع (٨) للمصريّين والسلام. - قال الملك الكامل رحمه الله: هذا كان جواب الأفرم التعيس، يقول كذا، ووافقوه جماعة من الأمراء على ذلك ظاهرا، وأجابوه فى كتبهم بخلاف ذلك باطنا، بحيث لا أطلع على ذلك الأفرم

فلمّا كان بعد يويمات يسيرة حصل بدمشق أراجيف وأقاويل، واشتهر الأمر أنّ الركاب الشريف السلطانىّ قاصد دمشق، وأنّ بعد توجّه تلك الطايفة المهاجرة الأولة انفتح باب المهاجرة إلى أبوابه العالية، وعادت الناس يصلون إلى خدمته أفرادا وأزواجا من كلّ فجّ عميق رجالا وعلى كلّ ضامر (١٦)، حتى اجتمع فى خدمته جمع رضيهم لحركة ركابه الشريف.

فلمّا تحقّق الأمر عند نايب الشأم جمع الأمرا وضرب مشورا ثانيا (١٧).

فهم كذلك إذ ورد من مصر بريد من عند بيبرس الملقّب بالمظفّر، وكان وصوله آخر نهار الجمعة، وأخبر أنّ أمور المظفّر مستقيمة، وكانت أخبار سقيمة، وعلى يده كتاب من قبله إلى الأفرم يتضمّن:


(٦) مشورا كبيرا: مشور كبير
(٨) تبع: تبعا
(١٦) من كل. . . ضامر: قارن السورة ٢٢ الآية ٢٧
(١٧) مشورا ثانيا: مشور ثانى