حتى سأله أبوه وتناوله منه. وأحضر ابن صبح وقبّل الأرض. فسأل السلطان عنه، فقيل: هذا ابن صبح الذى هرّب الأمير جمال الدين. -فأقبل عليه مولانا السلطان وشكره لوفاه بالأمير جمال الدين وحسن صنيعه له، وأخلع عليه. ورسم لملك الأمرا فى ذلك النهار أن يستقرّ على نيابته، وتقرأ عليه القصص، ولا يغير عليه مغير. وفى يوم الأحد قدّم الأمير جمال الدين تقادم عظيمة لا تقوّم. وفى يوم الاثنين وصل الأمير سيف الدين قبجق من حماة، وكذلك الأمير سيف الدين أسندمر من طرابلس. وخرجوا الأمرا والتقوهم، وخرج لهم مولانا السلطان خلّد الله ملكه والتقاهم
ثمّ وصل الأمير شمس الدين قراسنقر المنصورىّ من حلب.
حدّثنى من أثق به أن كان سبب مجيئه سنقر شاه الظاهرىّ، وذلك أنّه ضرب مشور: هل يدخل تحت الطاعة أم لا؟ -فقال له الأمير شمس الدين سنقر شاه: المصلحة عندى أن تدخل فى طاعة ابن أستاذك.
فإنّ نحن ما دخل علينا الدخيل إلاّ لمّا خالفنا الملك السعيد ابن أستاذنا. - فبلغ ذلك مولانا السلطان، فكان لسنقر شاه بعدها عند مولانا السلطان يد بيضا. وخرج مولانا السلطان عزّ نصره والتقاه وترجّل له وعانقه ساعة. وحمل قراسنقر شاه فى ذلك اليوم الغاشية بين يدى مولانا السلطان
وفى يوم الاثنين مستهلّ شهر رمضان نفق مولانا السلطان فى الجيوش ورسم: كلّ من قبض نفقته سافر إلى غزّه
وفى ثالث رمضان المعظّم وصل جيش حلب، وطلب قراسنقر فى أحسن زىّ وأعظم أهبة. وتكمّلت العساكر الشأميّة فى عدّتها وعديدها