للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منهم دون الصغير، ولمّا استقر مولانا السلطان، نزوله بالميدان، نقل فى تلك الساعة السنجرىّ والى القلعة الخوان (٢)، ومدّه فى الميدان، فكان يشتمل على ألوان {صِنْاانٌ وَغَيْرُ صِنْاانٍ} (٣) هذا والمغانى تقرع بالدفوف، والعالم من الأمرا والجند صفوف صفوف، وكان فى الجملة مغنّية تسمّى ضيفة الحمويّة، فغنّت بهذا القصيد، فى ذلك الوقت السعيد، واستفتحت به نشيد <من الكامل>:

ولقد نذرت بإن رأيتك سالما ... ونظرت وجهك أن أصوم شهورا

حذرا عليك من الزمان وغدره ... حتى تعود مؤيّدا منصورا

فأمر لها مولانا السلطان بجملة إنعام. وفى ذلك اليوم نثر الأمير سيف الدين قطلبك على مولانا السلطان عند أوّل جلوسه بالقصر كيس أطلس مليء (١١) فصوص ولؤلؤ كبار وحبّات جواهر، ما تحصى قيمته

وفى آخر ذلك النهار وصل الأمير سيف الدين تمر الساقى نايب حمص.

وفى يوم الأربعا تاسع عشره حلّفوا عسكر صفد وسفّروهم شاليشا يقدمهم الأمير سيف الدين آقجبا الظاهرىّ. واستقرّ مولانا السلطان بالقصر والأمرا فى خدمته. وخطب له يوم الجمعة فى ساير الممالك الشأمية

وفى يوم السبت ثانى عشرين الشهر وصل الأمير جمال الدين الأفرم ملك الأمرا مذعنا بالطاعة، والتقاه مولانا السلطان وترجّل له وعانقه. ثمّ قدّم له ولده موسى. فقبّل الأرض بين يدى المواقف الشريفة. فتناوله مولانا السلطان وأجلسه فى حضنه وقبّله ثلاث مرّات، ولا زال فى حضنه


(٢) الخوان: الاخوان
(٣) السورة ١٣ الآية ٤
(١١) مليئ: ملاء