للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قبجق نايب حماة والأمير شمس الدين قراسنقر إلى جانبه. وخرج صحبته القاضى نجم الدين بن صصرى وقاضى القضاة الحنفىّ، والقاضى جلال الدين الخطيب والقاضى كمال الدين بن الزملكانىّ مع الموقّعين وكتّاب الجيش.

فلمّا كان العشرين من الشهر وصل الأمير سيف الدين بهادر آص من الديار المصريّة. وكان قد سيّر أحضره إلى الديار المصريّة بيبرس لمّا ذكر عنه أنّه كان السبب فى حركة ركاب مولانا السلطان من الكرك المحروس وحضوره إلى دمشق. فأقام بمصر إلى هذا التأريخ، عاد إلى الركاب الشريف السلطانىّ عزّ نصره

وكان وصول الركاب الشريف إلى غزّة المحروسة يوم الخميس تاسع عشر الشهر المبارك. ثم تبادروا الأمرا المصريّين إلى غزّة، وأخبروا أنّ بيبرس خلع نفسه من الملك، وأنّه خرج عن الديار المصريّة وملكها. وكان ذلك يوم الثلثا سادس عشر رمضان المعظّم، وأنّ الأمرا والمقدّمين من المصريّين واصلين

قلت: هذا جميعه حديث الملك الكامل للعبد فى دمشق فى سنة إحدى عشرة وسبع ماية حسبما تقدّم من ذكر ذلك. وأما ما شاهده المملوك واضعه ومؤلّفه (١٦) وجامعه ومصنّفه بالمعاينة لا بالسماع، فإنّ نحن كنّا ببلبيس فى ذلك التأريخ، وكان العبد بالقاهرة، أشاهد جميع هذه الأحوال وأطالع بها الوالد رحمه الله ببلبيس أوّلا فأوّلا. وكان قد بلغ بيبرس عنّا من جماعة من العرب كانوا يصحبوه من بنى عبيد من جذام يقال لهم أولاد زامل، بالغ وعامر. فوشوا لبيبرس أنّ نحن مطّلعين على رسول


(١٦) ومؤلفه: ومآلفه