للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مولانا السلطان الذى يحضر من الكرك المحروس إلى الديار المصريّة، وكانوا يعنون عن شخص كان فى خدمة مولانا السلطان يسمّى عثمان الركاب. فلمّا ذكروا لبيبرس عنّا ذلك سيّر إلينا سيف الدين بثار-وكان هذا المسمّى بثار أصله مملوك الحاجّ بهادر وعاد عند بيبرس-وعلى يده كتاب من بيبرس ضمنه: أن بلغنا أنّك تطّلع على عثمان الركاب عند ما يدخل ويخرج من الديار المصريّة وعلى يده كتب الناصر صاحب الكرك. ونحن نقسم بالله تعالى: متى صحّحنا هذا عنك أمرنا بتسمير ولدك قدّامك، ثم بتسميرك بعده، ثمّ بتوسيطه قدّامك، ثم بتوسيطك بعده. وإن هذا كان ما هو صحيح عنك فتجتهد فى تحصيل عثمان الركاب المذكور وإحضاره إلينا. فإذا فعلت ذلك سوف ترى ما نفعله معك ومع ولدك من الإحسان الذى يسرّ الصديق ويكمد العدوّ، وفيه تشديد، ووعد ووعيد. -فلمّا قرأه الوالد قال: يا سيف الدين، كلّ أحد يعلم أن العرب أعدايى، وهو أيضا يتحقّق ذلك. وإذا سمع من أعدايى فى حقّى يفعل ما استعمله الله عزّ وجلّ وما هى دنيا بلا آخرة. فأنا رجل لا اطّلعت لا على عثمان ولا على غيره. - فقال له بثار: يا جمال الدين، احترز! فإنّ والله أولاد زامل عمّالين عليك عنده. وأنت خشداش أستاذى القديم وقد نصحتك. -فقال الوالد:

فى الله الكفاية. -ثمّ إنّه احترز على نفسه ونفّذنى إلى القاهرة وقال:

اخفى نفسك ولا تظهر، وكشّف ساير ما يتجدّد (١٨) وطالعنى به أوّلا فأوّلا! - ثمّ إنّه ما عاد يقيم إلاّ بالبرّيّة، ولفّ عليه جماعة من عرب العايد، شخصا (٢٠) يسمّى بهادر العايدىّ وجماعته، وجماعة من بنى وليد يوسف بن إبراهيم وأولاد شمخ. وأجمع رأيه، متى حضر إليه من يرى منه شرّ


(١٨) يتجدد: يتحرر--فأولا: باولا
(٢٠) شخصا: شخص