وهى طويلة محشوّة غريب المعانى، فلمّا سمع ابن رؤبة ما فيها من الغريب (٣٤٢) قال: أنا وأبى وجدّى فتحنا باب الغريب للناس وإنّى لخليق أن أنشده عليهم، فقال بشّار: ارحمهم يرحمك الله! فقال: أتستخفّ بى وأنا شاعر ابن شاعر ابن شاعر؟ قال بشّار: أنت اذا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا فضحك كلّ من حضر.
ولبشّار نوادر غريبة وأشعار عجيبة نذكرها إن شاء الله فى مكانها اللائق بها بمعونة الله وحسن توفيقه.
وإلى هاهنا فى هذا الجزء حططنا حمول الكلام للتعريس، وأنخنا مطايا العيس، ووافق الفراغ منه اليوم المبارك الثالث والعشرين من شهر ذى الحجّة سنة اثنين وثلاثين وسبع مائة الهجريّة النبويّة على صاحبها فضل الصلوات وأزكى التحيات بخطّ يد واضعه ومصنّفه وجامعه ومؤلّفه أضعف عباد الله وأفقرهم إلى الله أبو بكر ابن عبد الله بن أبيك صاحب صرخد كان عرف الوالد بالدوادارى انتسابا لخدمة الأمير المذكور سيف الدين بلبان الرومى، الدوادار الظاهرى تغمّدهم الله برحمته وأسكنهم جنّته بمنّه وكرمه ورأفته.
يتلو ذلك فى الجزء الثانى منه ما مثاله بعد التحميدة ذكر انقضاء مدّة العالم وابتدائه ويتلو ذلك بذكر خلق آدم عليه السلام، ومنه نستفتح الكلام والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله وصحبه أجمعين، وحسبنا الله ونعم الوكيل.