وعدّة من الأمرا. ومسك الأمير سيف الدين أسندمر من حلب باحتيال كراى عليه، وذلك أنّه فارق حلب مسيرة ثلاثة أيّام، وعاد إليها فى يوم وليلة. وكان أسندمر قد أمن، لمّا قطع العسكر عنه هذه المسافة. فلم يشعر إلاّ وقد أحيط به وأخذ أذلّ من كلّ شئ
وفيها تخيّل قراسنقر وخرج من دمشق على حميّة، وتوجّه على طريق سلميّة
وفيها استعفى الوالد رحمه الله من الولاية، ودخل مستجيرا بالآدر الشريفة، لما كان فى خدمتهم عند مجيهم من الكرك المحروس إلى الديار المصريّة. فخاطبوا المقام الشريف فى أمره، فأعفاه من الولاية، عفا الله عنه. وخيّره بين الإقامة بمصر أو الشأم، فاختار الشأم. وذلك بسبب ما كان بينه وبين الجوكندار من الواقع بسبب العرب أولاد نجم من بنى عبيد فى حديث طويل، فخشى على نفسه منه وطلب الشأم. فأنعم عليه مولانا السلطان خلّد الله ملكه بعدّة إمرة. ورتّبه مهمندارا بالشأم.
فتوجّهنا فى شهر رمضان المعظّم. فوصلنا إلى دمشق ووجدنا المجرّدين عليها وقراسنقر مبرزا عنها. فلمّا تولّى كراى كاتب فى الوالد من غير أن يعلمه، ووردت المراسم الشريفة أن يتولّى الشادّ بالشأم مضافا إلى المهمنداريّة. فامتنع من ذلك. فالتزم كراى بالطلاق من نساه، إذا (١٧) لم يوافق ضربه أربع ماية عصاة. وقيّده وسيّره إلى الأبواب، وكاتب فيه أنّه خالف مرسوم السلطان. فباشر الوالد شادّ الدواوين عوضا عن الأمير سيف الدين طوغان نايب البيرة كان. ولم يزل الوالد فى الشادّ حتى