عليك وعاره لازم لك. -فقال مهنّا: إذا كان الأمر على هذا الحال فلا والله ما أخفر ذمّتى ولا جيرتى، ولا تفعل إلاّ خلاصك، وأنا مساعدك على جميع مصالحك. -قال: ثمّ اجتمعوا بالأمرا وهما طقطاى وآقول المحمّدىّ، وقال قراسنقر: أمّا الخلعة والأرمغان، فقد قبلته على رأسى. وأمّا عودتى إلى حلب، فلا والله ما أقامر بنفسى، والروح عزيزة. وأنا بقيت رجل كبير ولا لى قدرة على تعذيب. ولو علمت أنّى إذا مثلت بين يديه قتلنى فى ساعتى وأراحنى لمّا والله تأخّرت. لكن أخشى من تعذيبى-
قال: ثمّ وصل كتاب إلى الأمير مهنّا صحبة الأمير سيف الدين أرغون وثلاث ماية قطعة قماش وخلعة بطرز زركش، والكتاب جواب كتابه الذى نفّذه صحبة ولده موسى، وفيه: أن قد كتبنا له بعودته إلى حلب. ثمّ أفكرنا أنّه لم يكن بقى عندنا من يحسن يقوم بأمر النيابة بالأبواب العالية. وأنّ مثل الأمير شمس الدين لا ينبغى أن يكون بعيدا عن نظرنا، لبركته وحسن تدبيره وسياسته. وقد حلفنا له الأيمان التى ليس فيها فسحة، أنّه عندنا العزيز الغالى بما يقف الجناب العالى على نسختها، فالله الله، تحكم بذلك وتسيّره إلينا، وهو طيّب القلب، منبسط الأمل، ليشاركنا فيما نحن فيه من مصالح المسلمين، وعلى الجملة فما أعرف حضوره إلاّ من اهتمامك وشفقتك
قال بيخان: فقرأ مهنّا الكتاب على قراسنقر وقال: يامير شمس الدين، قد سمعت، والمصلحة تتوجّه إلى بين يديه، فما أظنّ بعد هذه الأيمان يكون غدر، إنشا الله تعالى. -فقال قراسنقر: يا با موسى. أنا فى الأصل قطعة مملوك جركسىّ، رأسى ورجلى. ما يسوو ثلاث ماية درهم، وأيش هو أنا إذا قتلت؟ وإنما عيبى يبقى لازمك، وتلبس ثياب العاربين العربان إلى آخر