للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثمّ إنّ مولانا السلطان-أعزّ الله أنصاره، وضاعف اقتداره-لمّا بلغته هذه الأخبار المزعجة التى تصوّرت من الوهم الذى داخل قلوب الوجلين، من غير أن يكون لجميع ما توهّموه أو سمعوه من مناصحينهم صحّة، ولقد كانت نيّته المباركة لهم بخلاف ما توهّموه. وإنّما إذا أراد الله تعالى أمرا هيّأ أسبابه لينفذ قضاؤه وقدره. فعندها سيّر الأمير سيف الدين طقطاى بالأمان لقراسنقر وتقليد حلب على عادته ومستقرّ قاعدته، ويعتب عليه على ما قد خامره من الوهم الهذّيانىّ الذى لم تكن له صحّة. وفى الجملة: أنت رجل كبير، ونحن برأيك نقتدى فى الأمور الكبار، ترجع إلى كلام الجهلة والأعدا، وتفعل ما لا تفعله الصغار؟ الله الله، تترك هذا وترجع إلى حلب، وأنت طيّب القلب، منشرح الصدر، مبسوط الأمل. فأنت تعلم محلّك عندنا وعظم منزلتك. ونحن فقد أقمناك مقام أنفسنا فى جميع الممالك الشأميّة

قال بيخان: وكان قبل وصول طقطاى بيومين قد وصل إليه الأخبار من مناصحينه على جناح الحمام يقولوا له: الحذر الحذر! فإنّه قد كتب لقرا لاجين صحبة هذا طقطاى أنّ ساعة ترجع إلى حلب يطبق عليك بالجيوش، فيمسكك أنحس من مسك أسندمر. -ثمّ ورد على مهنّا مرسوم أن يتوجّه صحبة طقطاى ويلبّس قراسنقر الخلعة ويعيده إلى حلب. فامتثل ذلك. وحضر صحبة طقطاى واجتمعوا عند قراسنقر. ثمّ تحدّثوا معه فى امتثال المراسم الشريفة، وقبول الخلعة والتقليد والرجوع عمّا قد توهّمه

قال بيخان: فخلا قراسنقر بمهنّا وأوقفه على البطاقة التى وقعت له، وقال: يا با موسى، أنا الآن فى جيرتك، ومهما لحقنى من الضيم كان عيبه