للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والخوذ الذهب البهادريّة. ونشروا صناجقهم، ودقّت طبلخاناتهم، ونعرت بوقاتهم، ولعب (٢) الزرّاقين بالنار، وطلع الدخان، وكثر العجاج. ومدّ كلّ واحد من الأمرا قدّام طلبه خمسين جنيبا (٣) ملبسة على أيدى الوشاقيّة والنجّابين.

ومدّ قراسنقر قدّام طلبه ماية جنيب مشهّرة شهب وخضر وبلق وحمر وصفر، كلّ عشرين لون وزىّ فى الملبوس، وقدّام عشرة قطر بغال خزانة وقدّامها صوغان الخزندار، وقدّامه عشر فهودة وسبعين بزدار، وتحت ركابه خمسين خرسانى وثلاثين برددار. وأقاموا ناموس مملكة الإسلام حتى دهشوا لمّا رأوا ذلك أمرا المغل. ولم يزالوا كذلك حتى قرّبوا من مجلس القآن. ترجّلت أمرا المغل، ودخلوا فى دست عظيم لا يعبّر عنه. وركب القآن بنفسه والتقاهم أحسن ملتقى. فلمّا وقعت عينهم عليه نزلوا وترجّلوا وضربوا جوك، وقد غضب الله تعالى عليهم ولعنهم وأعدّ لهم جهنّم وبئس القرار! ثمّ أمرهم بالركوب، فركبوا وعاد قراسنقر من على يمينه والأفرم من على يساره والزردكاش قدّام مع جوبان. وعاد القآن يحدّثهم ويضاحكهم ويكارشهم. هذا وهما كأنّهما يرياه فى المنام، لما دخل فى قلوبهم من وحشة الإسلام. ولم يزالوا كذلك حتى نزلوا مع القآن، وقد جعل لهما كراسى عن يمينه ويساره. ومدّ لهم خوان (١٦) كبير، أكثره خيول يخنى وخراف قشلميش. وحضر فى ذلك اليوم عدّة من رسل البلاد، مثل بلاد كوبك وبلاد كبلك وبلاد أزبك والكرج وبلاد الكلب وبرطاس وعبدة النار. وأعرض عليهم خدابنداه جيوشا (١٩) كالمطر، لكنّهم كالقشّ بغير ترتيب، وهم عدّة بلا عدّة. ثمّ


(٢) ولعب: ولعبت
(٣) جنيبا: جنيب
(١٦) خوان: اخوان
(١٩) جيوشا: جيوش