للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النجدة. فعند ذلك أجمعوا آرايهم على الدخول إلى الملك خدابنداه، وتحالفوا على ذلك

وعقيب ذلك وصل إليهم سوتاى بعشرة آلاف من المغل. وكان هذا الأمير نازلا (٤) على سنجار، فورد عليه مرسوم الملك خدابنداه أن يتوجّه ويلتقى الأمرا الإسلاميّة. فقدم عليهم وركبوا الجميع وقصدوا الأردوا، وانقطع أملهم من بلاد الإسلام، فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلى العظيم، وأوقفهم أيضا على فرمان خدابنداه لهم، زيادة فى الترغيب والحثّ على سرعة مثولهم إليه. ولم يزالوا متوجّهين إلى أن وصلوا بغداد. فخرج كلّ من بها من النسا والرجال. هذا وقد طلبوا الأمرا وألبسوا مماليكهم العدد، وقدّموا قدّامهم ماية مملوك زرّاقين يلعبون بالنفط ووراهم ماية أخر يلعبون بالرماح كرّا وفرّا (١١). وقد ترجّل فى خدمة قراسنقر عدّة كبيرة من المغل، ومنهم أخو (١٢) صاحب ماردين، وأخو صاحب سيس، ومن أمرا المغل تمرجو، وجنقر، وطحوا، وبزلار، وسوتاى يحجبهم. وفرشوا لهم تحت أرجل خيلهم الثياب النسيج والكمخا والخويى وغير ذلك. وكان لدخولهم بغداد يوم مشهود، خرجت فيه البنت فى خدرها. وأنزلوهم فى قصر الخلافة. ومدّ لهم خوان (١٦) عظيم. وقدّمت أهل بغداد لهم التقادم الحسنة من كلّ شئ مليح وكذلك صاحب العماديّة وصاحب جبال الغار. وأقاموا ببغداد ثلاثة أيّام

ثمّ توجّهوا طالبين الأردوا. فلمّا وصلوا بالقرب من منزلة القآن ألبسوا مماليكهم جميعهم القرقلات الأطلس وكذلك خيولهم البركستوانات الأطلس


(٤) نازلا: نازل
(١١) كرا وفرا: كر وفر
(١٢) أخو: ابن، مصحح بالهامش
(١٦) خوان: اخوان