للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا خوند، إن كان بلغك عنه حركة فلا شكّ فيها وهو يخرج الساعة. - فقال: الله يجعلها عليه طريقا (٢) مباركة، -يقول هكذا والله وأنا أسمع، وما كان إلاّ حيثما فارقناه. وركب من ساعته أذان الظهر، وخرج من دمشق معاينة بالإجهار ولم يتبعه بشر. فهذا كان خروج الزردكاش

ولنعود إلى ما كان من أمر قراسنقر ورفقته! وكان من جملة كلام عزان لقراسنقر يقول: الملك القآن ملك البسيطة يسلّم عليك وعلى الأمرا الحاضرين معك ويقول: قد بلغه أنّكم عدّيتم إلى نحو بلادى، ودستم أرضى وطلبتم بابى، فأهلا بكم وسهلا! وقد سيّرت إليكم نسخة الأيمان ماية يمين، وأنا أعطيك بغداد والأمير جمال الدين سنجار وديار بكر، ومهما طلبتم عندى. -ومن هذا الكلام ومثله فى زيادة التأكيد والحثّ على توجّههم إليه

فبينما هم فى مثل ذلك إذ ورد عليهم قاصد يخبرهم أن قد مسك جماعة من الأمرا الكبار وجميع من كانوا فى التجريدة. وذلك أن لمّا لم يرا مولانا السلطان لتلك التجريدة أثرا (١٤)، وأنّهم كانوا سبب تشويش البواطن، وبلغه عنهم مداجاة وعدم مناصحة، استقدمهم ومسك جماعة كبيرة خلا الخطيرىّ والملك، فإنّه أعزّ الله أنصاره رأى لهما لمّا تحقّق عنده من حسن مناصحتهما. ومن قول القاصد لقراسنقر: إنّه قد جرّد لكم ألف مملوك، وأعطاهم الهجن والخيل والجياد، وأمرهم أن يدركوكم قبل توغّلكم فى البلاد، ورسم لعساكر الشأم أن يكونوا خلفهم لأجل


(٢) طريقا: طريق
(١٤) أثرا: أثر