للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتنظر إلى أحواله كيف هو. فقد بلغنى أنّه بيخرج الساعة. فترجع تعرّفنى حتى نعمل بما نراه. -فخرج الوالد والعبد فى خدمته. وأتينا إلى دار الزردكاش فوجدناهم فى همّة وهرج، والأمير فى داره. فلمّا قالوا له:

جمال الدين المهمندار أتى إليك، خرج ووجهه كالزعفران صفرة، وعانق الوالد وحادثه، وأحضر سكّرا وليمونا (٥) بثلج وأسقانا. ثم أمر بفرسين مسرجة قدّمهما للوالد. فامتنع الوالد وحلف لا يقبلهما وقال: يا خوند، إنّما حضر المملوك إلى باب الأمير بسبب الماء المعروف بالعكرشة الذى أصل مسيله من ضيعة الأمير ببلاد حوران، وهذا الماء من حقوق قرية خسفين الجولان إقطاع المملوك. وقد عمل المملوك بذلك محاضر مثبوتة على الحكّام بذلك. والمسئول من صدقات الأمير كتاب إلى الشحنة بضيعة الأمير أن يحمل الأمر فى ذلك على حكم المحاضر الشرعيّة. -فقال: يامير جمال الدين، أنت عمرك ما أتيت لى بيتا (١٢)، وقدّمت لك هؤلاء الخيل، حلفت ما تقبلهم، وأنا أقدّم لك كتب هذه الضيعة ملكا (١٣). -وأشهد عليه بتسليم ثمنها. فسبقه الوالد باليمين لا يقبل شيئا (١٤)، وحادثه ساعة، وهو فى غاية القلق حتى من جملة ما قال للوالد: يا خوند، حاشاك، لى صغير وهو فى هذه الساعة ينازع، ولمّا سمعت بخدمتك خرجت وخلّيته. -فنهض (١٦) الوالد، وخرج معنا بنفسه إلى عند الركوب، والوالد يحلف عليه وهو يأبى الرجوع، وهو لابس خفّه مسدود بغلطاقه التترىّ، وكذلك جميع مماليكه لابسين قماشهم. ثمّ إنّ الوالد رجع إلى ملك الأمرا وحكى له الصورة وقال له:


(٥) سكرا وليمونا: سكر وليموا
(١٢) بيتا: بيت
(١٣) ملكا: ملك
(١٤) شيئا: شى
(١٦) فنهض: فنهظ