للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الما رأى من ميل القآن والخواتين وكبار المغل إليه. هذا ما كان من أمر قراسنقر

وأمّا الأفرم فإنه لم يشتغل بشى ممّا اشتغل به قراسنقر من تدبير الأمور.

وإنما اندرج فى منادمة الملك خدابنداه وأخذ بقلبه وملك لبّه. فإنّ هذا الأفرم عمره حريف طيبة وصاحب لذّة وفكاهة، طيّب العشرة، حسن المحاضرة. فمال إليه خدابنداه بخلاف قراسنقر. ثمّ إنّ الأفرم ما تحدّث مع خدابنداه يوما واحدا (٧) فى غير ما يلزمه من الحرفانيّة والمنادمة، ووصل من ذلك حتى لبس السراقوج بين يدى خدابنداه. واستقرّ أمرهما كذلك إلى حيث ما يذكر من بقيّة أمرهما عند مأتاهما بالتتار إلى الرحبة وعودتهما خايبين (٩)

قلت: قد ذكرنا بمعونة الله تعالى جميع أخبار قراسنقر مفصّلة ملخّصة، وذلك ما صحّ نقله وحسن من إثباته فى هذا التأريخ المبارك.

وأمّا ما كان من مآثر سيّد الملوك، وملجأ كلّ غنىّ وصعلوك، مالك رقاب ملوك أملاك الأكاسر، مولانا وسيّدنا السلطان الأعظم الملك الناصر، لا زالت أعدايه من هيبة سلطانه مرتدّين ضالّين غير مهتدين، قد سلّت سيوفه عليهم فى اليقظة (١٥) والأحلام، حتى عادوا لا يلتذّون بلذيذ المنام. فكان كما قال أشجع السلمىّ فى الإمام، خليفة الأنام، فى تلك الأيام <من الكامل>:

وعلى عدوّك يا بن عمّ محمد ... رصدان ضوء الصبح والإظلام (١٩)

فإذا تنبّه رعته وإذا غفا ... سلّت عليه سيوفك الأحلام


(٧) يوما واحدا: يوم واحد
(٩) خايبين: خايبان
(١٥) اليقظة: اليقضه
(١٩) انظر «كتاب خاص الخاص» ص ٨٨