للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمير عندكم ما له عيشة غير أكلة دشيش، وخيولكم بلا علف سايبة فى الدشارات ما ترفد لسوق، كونها خالية من العلف. الله يحفظ القآن، يرسم للمملوك أدبّر هذا الحال بما أراه من المصلحة، وعلىّ (٣) الضمان أنّى أفتح لك إلى آخر مغرب الشمس، فتكون ملك المشرق والمغرب. -وتكلّم كلاما كثيرا (٥)، هذا زبدته وملخّصه. قال: يامير شمس الدين، قد فوّضت إليك جميع أمر مملكتى، افعل ما تراه من المصلحة

قال: ثمّ بعد ذلك جلس قراسنقر واستخرج الأموال وأحضر ضمان الأقاليم وصادرهم. وحصّل الأموال العظيمة ورتّب ترتيب ممالك الإسلام فى جميع آلات الملك. وجعل فى المطابخ الطبّاخين الماهرين يطبخوا أنواع الأطعمة المفتخرة. ورتّب شربخاناه وطشتخاناه وفرشخاناه، وعادوا الطشتداريّة يخدموا بالماورديّات. وكذلك رتّب للخواتين جميع الأشيا الحسنة من الحلاوات والأشربة والفواكه. وطلب لهنّ (١٢) المواشط من الأقاليم لإصلاح شأنهنّ.

وكذلك رتّب للأمرا وأقطعهم البلاد، وعاد لهم أستاداريّة، أقامهم لهم قراسنقر من مماليكه، وجعلهم عليهم كالعيون له يطالعونه بجميع ما يتكلّمون به.

وكذلك رتّب حمّام خشب بأحواض رصاص تحمل على البخاتى لأجل القآن والخواتين. قال: وأعجب هذا الحال الخواتين إعجابا كثيرا (١٦). وأمر أن تصاغ لهنّ (١٧) المصاغات المفتخرة. وعمل لهنّ من البدلات الزركش.

وفصّل لهنّ (١٨) القماش العالى، حتى أخذ بعقول كبارهم وصغارهم. هذا كلّه يجرى وجوبان ينظر وهو يتفطّر ويتميّز (١٩) من قراسنقر، ولا يقدر يفوه فى حقّه بشى


(٣) علىّ: عليه
(٥) كلاما كثيرا: كلام كثير
(١٢) لهن: لهم--شأنهن: شأنهم
(١٦) إعجابا كثيرا: اعجاب كثير
(١٧) لهن: لهم--لهن: لهم
(١٨) لهن: لهم
(١٩) يتميز: مير؟؟؟