للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الله تبارك وتعالى {ما (١)} يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ والقطمير قمع التمرة.

ولم تزل الناس والأمّة، تحت هذه الشدّة والغمّة، حتى أغاث الله عباده، وأمصاره وبلاده، ومنّ على الأنام، بعافية سيّد ملوك الإسلام، وزالت الآلام، ودخل الجمام، وسارت البشاير على أجنحة الحمام، وحصل السرور العامّ، للخاصّ والعامّ. وكان فى طول تلك الأيّام لا يدخل إليه غير سودى الجمدار، لما كان يتحقّقه منه من عقله الوافر وكتمه للأسرار.

ثمّ سأل منه عمّا تجدّد من الأخبار، فقبّل الأرض مرار، وقال:

هذا شكرا لله والملك القهّار، الذى منّ علينا بعافيتك، يا ملك الأقطار، أمّا الأحوال فمستقيمة. وقد كانت الدنيا لسقمك سقيمة، فالحمد لله على صدقاته العميمة، وأياديه الجسيمة. -فرسم له أن يطلب الأمير سيف الدين بينجار، ليسأل منه عن جليّة الأخبار. فلم يكن بأسرع أن حضر وقبّل الأرض بين يدى المواقف الشريفة، وفاز دون العالم بمشاهدة تلك الأخلاق اللطيفة، التى أرقّ من البارد الزّلال، وسمع تلك الألفاظ التى كالسحر الحلال

ثمّ برز المرسوم الشريف: أن يصرف من الخزانة المعمورة من خاصّيّة مال مولانا السلطان ألف دينار عين مصريّة، ويستفكّ بها من بالسجون، من أرباب الديون، وأن يغسل ما عليهم من المساطير الشرعيّة، ويفتقد من فى سجون الولاية من الرعيّة ويتتبّع صلاحهم، ويطلق سراحهم، فامتثل جميع ذلك، فى ساير الممالك. وجلس نصره الله على أعداه، وبلّغه قصده ومناه، يوم الخميس فى الإيوان، ومدّ الخوان (٢٠)، وأخلع الخلع السنيّة على ساير الأمرا والمقدّمين والأعيان، وفرّق مثالات أخباز الجند المتوفّيين.


(١) ما: ولا--السورة ٣٥ الآية ١٣
(٢٠) الخوان: الاخوان