للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سيف الدين تمر الساقى كستاى الناصرىّ نايب أطرابلس، والأمير سيف الدين بلبان طرنا نايب صفد، والأمير علم الدين سنجر الجاولىّ نايب غزّة

وفى مستهلّ المحرّم وصل الركاب الشريف إلى الكرك المحروس من الحجاز الشريف ودخل قلعتها. وكان وصوله إلى دمشق المحروسة حادى عشر المحرّم من هذه السنة. وقد جعل الله تعالى سعيه مشكور، إذ جمع بين نيّة الغزاة إلى الحجّ المبرور، وكان يوم دخوله إلى دمشق يوما مشهور، لم ير مثله فى ساير الدهور. وخرج إلى خدمته ساير الجيوش الإسلاميّة، والعساكر المحمديّة، وترجّلوا جميعهم كالبنيان (٨)، وهم الذين كانوا بدمشق من الأمرا والمقدّمين والأعيان. وعادوا يبّلون الأرض عدّة مرار. ثمّ تقدّموا لتقبيل يده الشريفة التى جعل الله ظاهرها للتقبيل، وباطنها للعطا الجزيل. ودخل مؤيدا بالظفر والنصر، إلى أن حلّ ركابه الشريف بالقصر. وكان مدّة غيبته ثمان وستّين يوما. وفى يوم الخميس سابع عشرين المحرّم توجّه إلى الديار المصريّة، وقد بلّغه الله فى سفرته أقصى الأمنيّة، لمّا اطّلع على ما كان منه من صدق النيّة، فإنّه يعلم السرّ والعلانية. ودخل إلى الديار المصريّة ثالث عشر صفر، مؤيّدا بالنصر والظفر

ولمّا كان ثامن عشر شهر جمادى الأولى مسك الصاحب أمين الدين أمين الملك مع جماعة من الدواوين، وولى تدبير الدولة بشادّ الأموال من غير وزارة الأمير بدر الدين محمد بن التركمانىّ. وكان من قبل تولّى أعمال (١٩) البحيرة، ثمّ انتقل إلى ولاية الجيزيّة، ثمّ لحظته العناية السلطانيّة حتى عاد مدبّر الدولة بمنزلة الوزارة. ولمّا كان فى العشر الأخير من


(٨) كالبنيان: بالهامش
(١٩) أعمال: الاعمال