جمادى الآخرة أفرج عن الصاحب ولزم بيته. ثمّ رسم أن يخرج ويتوجّه إلى أطرابلس. ثمّ أعفى وتوجّه إلى القدس الشريف (٢)
وفى شهر شوّال رسم بتجريدة إلى الحجاز الشريف صحبة سيف الدين طقصبا والى قوص، ورسم له بالإقامة بمكة شرّفها الله تعالى
وفى ثالث عشر الشهر المذكور رسم بعمل جسر مستجدّ بالجيزة.
وخرج جميع الجيش للعمل فيه، وكان المشدّ على عمله ناصر الدين الحمصىّ وفى شهر ربيع الأوّل الثالث عشر منه كان الابتدا فى بنا القصر الأبلق بقلعة الجبل المحروسة. وكان الفراغ منه عاشر شهر جمادى الأولى سنة أربع عشرة وسبع ماية
وعمل فيه مهمّ عظيم. وأنعم فيه مولانا السلطان على ساير الأمرا بحمل كبيرة. ومن جملة ما أنعم به على القاضى علاء الدين بن الأثير رحمه الله بثلاثين ألف درهم من حمل سيس. فاستقرّت له عادة فى كلّ سنة يتناولها من حمل سيس
وفيها توفّى الوالد رحمه الله الثالث عشر من شهر رجب الفرد، وذلك أنّه لمّا مسك مولانا السلطان للصاحب أمين الدين أمر أن تكشف عليه القلاع التى كان يخرج فى كلّ وقت إليها أمين الملك لمّا كان مستوفى الصحبة الشريفة وصحبته بدر الدين بكتوت القرمانىّ، وكان ذكر عنه
(٢) بعد «القدس الشريف» يوجد فى المخطوطة «وفى مستهل ذى الحجة جردوا أميران إلى السودان وهما طقصبا والى قوص وبيبرس الخاص تركى. ثم أضافوا إليهما ثلاثة أخر وهم الكبكى وقزلجاه الجاشنكير وأمير على بن قراسنقر وبعد كلمة «قراسنقر» توجد كلمة «سهو» مع ملاحظة وجود عدة خطوط فوق الجملة المذكورة