للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واحتيط على ساير أموالك وأملاكك. -فلمّا سمع ذلك انقطع ظهره وحار فى أمره. وعلم أنّه هو الجادع أنفه بظلفه، وأنّه كان الباغى، والباغى ساع (٣) فى حتفه. فاجتمع بالأفرم وقال: قد بلغنى ما صورته كيت وكيت. وقد عزمت على أن أخاطب القآن وأحشد الحشود، وأجمع الجموع، وأغار على الممالك الحلبيّة والبلاد الشأميّة، وأقتل من وجدت فى طريقى من ساير البريّة. -فقال له آقوش الأفرم: يامير شمس الدين، ما كفى ما عدنا مرتدّين، وعن باب الله مطرودين حتى نسعى فى هلاك الإسلام؟ فكيف نلقى الله والنبىّ عليه السلام؟ -فقال: يامير جمال الدين، لا تظنّ أنّى أنا وحدى قد أصابتنى هذه المصيبة! وإنّما أنت أيضا قد أخذت أولادك وأموالك وأملاكك. وهذا القاصد قد عاين جميع ما لك يباع فى أسواق دمشق. فقم بنا ولا تعطى نفسك رخصة ودعنا نموت كراما (١١)، ولا نموت غبنا (١٢)، وأولادنا فى الحبوس والتراسيم ونحن نسمع ونكاشر. وأنا أعرف جيش مصر ما بقى فيه أمير له صورة ولا كبير يرجع إلى رأيه، والجميع صبيان كاينة، والخروف الرضيع لا يقاوم الكبش فى النطاح.

وقد صار سودى الجمدار موضعى بحلب، وتنكز الحسامىّ موضعك بدمشق، وتمر الساقى فى طرابلس مكان أسندمر. فكيف لنا صبر على هذا وأمثاله؟ - قال، فهما على عزم ما يفعلاه من المناحس، إذ حضر إليهما ما أشغلهما وتملّكهما عمّا كانوا قد عزموا عليه، وذلك أنّ الأخبار وردت على الملك وتملّكهما عمّا كانوا قد عزموا عليه، وذلك أنّ الأخبار وردت على الملك خدابنداه أنّ طقطاى قد تحرّك عليه، وأنّ جيوشه واصلة إليه

وكان قراسنقر قد تمكّن فى بلاد المغل تمكّنا كبيرا (٢٠) ورتّب جميع الأحوال على قاعدة بلاد الإسلام، وجعل البلاد إقطاعات للأمرا من المغل،


(٣) ساع: ساعيا
(١١) كراما: كرام
(١٢) غبنا: غبن
(٢٠) تمكنا كبيرا: تمكن كبير