للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ملبّسة كأنّهم شعلة نار، ولحق الزردكاش وهو فى أشدّ الخناق، فأردفه.

وكانت الفيصلة بين الفريقين، وزعق فى عساكر صاروبغا غراب البين

ورجع قراسنقر وقد كسر الأعدا، وتبعهم إلى آخر مدى. وكان أيضا قد التقى تلك بن صمغار لصاروا ابغا فى هذه النوبة وطعنه طعنة ماكنة كاد يقضى عليه. فولّى وهو مجروح، وهو على نفسه ينوح. ووصلوا إلى عند الملك خدابنداه، ونزلوا وضربوا جوك، وهنّوه بالنصر والتأييد، وكيف بلّغه الله ما كان يقصد ويريد. فقرّب قراسنقر إليه، وقبّل رأسه وعينيه، وشكر له ذلك الصنيع. ثمّ عاد وتشكّر للجميع. فقال قراسنقر:

الله يحفظ القآن، اشكر الله تعالى على ما أولاك من نصره فى هذا اليوم الذى ما جرى لأحد من قبلك، لا من آبايك ولا جدودك! وهذا عسكر طقطاى كان قدر عسكر القآن أضعافا (١١) مضاعفة. وإنّما التأييد كان من الله تعالى، وسعادة القآن عظيمة. -فقال الملك خدابنداه: هذا ما يعتدّ به إلاّ ببركتك وبركة الأمرا، والله يعيننى على مكافأتكم! -وأعرض قراسنقر عساكر خدابنداه، فنقص أحد عشر ألف فارس. وعدّوا قتلى عسكر طقطاى، فكانوا أحدا وثلاثين ألفا، خارجا عمّا غرق وهلك، وإنّما هؤلاء عدّة ما أفناهم السيف. وكانت هذه الوقعة بمرج جبل العشار، وتبعوهم إلى تمرقابوا

ورجع خدابنداه فرحا مسرورا بما أنعم الله عليه من النصر على أعداه، وفرّق على أصحابه الخيول والبخاتى والمماليك والجوارى (١٩). وأنعم على قراسنقر ورفقته بشى كثير. ونزل على نهر تزلك، وهو كثير الأعين والأشجار


(١١) أضعافا: اضعاف
(١٩) والجوارى: والجوار