للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذلك أنّهما كانا معتقلين (١) بثغر الإسكندريّة، فتحيّلا وهربا من السجن.

وكان معهما شخص آخر من المماليك السلطانيّة يسمىّ سيف الدين رمضان، فلم يوافقهما على الهروب. فأفرج عنه، وأنعم (٣) عليه بإقطاع جيد

نكتة: كان أيدغدى التقوى لمّا خرج أمير الركب إلى الحجاز الشريف، كان فى الركب ولد لنور الدين ريّس الكحّالين يسمّى صدر الدين، أسود اللون، وكانت أمّه سودا. فحصل منه ما أدّى (٦) التقوىّ أنّه أنزله عن مركوبه، وتركه فى البرّ الأقفر بغير زاد ولا مركوب وأراد هلاكه. وكان فى أجله تأخير، فتوصّل إلى الديار المصريّة بعد الركب بأشهر. فلمّا رسم بتكحيل هذين النفرين أكحلهما (٩). ثمّ قيل إنّهما ينظران، فأحضرا ثانى دفعة. وأحضروا من يكحلهما. فأجمعوا الأطبّاء أنّهما لا يفيد فيها إلاّ الحديد بشى من عدّة الكحل يسمّى أبى عيشى، أجارنا الله تعالى، فرسم بذلك. فلم يقدم على ذلك أحد. فتقدّم هذا صدر الدين بن نور الدين الذى كان فعل معه ما فعل وقال: أنا أكحلهما بأبى عيشى. - فلمّا تقدّم للتقوىّ قال له: من أنت؟ -قال: أنا الذى أردت هلاكى، وأراد الله بقايى حتى مكّننى منك. -فقال: افعل ما يستعملك الله! - ففقأ أعينهما بالمبضع المذكور. فانظر إلى صنع الله عزّ وجلّ

وممّا يحكى من جملة سعادة مولانا السلطان-زاده الله زاده وزاده، وبلّغه فى الدارين غاية الأمل والإرادة-أن بلغ المسامع الشريفة فى هذه السنة أنّ ببلاد البحرين حصانا (١٩) أشقر قليل المثل فى وقته، فأرسل مولانا


(١) معتقلين: معتقلان
(٣) وأنعم. . . جيد: بالهامش
(٦) أدى: اوذا
(٩) أكحلهما: أكحلاهما
(١٩) حصانا: حصان