للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السلطان فى طلبه، وعاد الخاطر الشريف متعلّقا به، لكثرة ما وصف له من صفات ذلك الحصان المذكور. ثمّ اتّصل بالمسامع الشريفة أنّ الفرس المذكور وصل إلى الشأم المحروس. فأرسل البريد فى طلبه ورسم ألاّ يشتريه أحد (٤) من العربان ولا من غيرهم. وعاد مولانا السلطان كثير التطلّع إلى أخباره والحثّ على حضوره. فلمّا وصل البريد المتوجّه فى طلب الفرس إلى سبخة السوادة وجد الفرس المطلوب بها، وهو مع جماعة من العرب قادمين به إلى مولانا السلطان، ومعه حجرة أخرى تقاربه فى صفاته. وقرّب الله البعيد، على طلب هذا الملك السعيد، ووصل إلى مولانا السلطان بعد مدّة ستّة أيّام من سماع خبره. وكان اسم صاحبه برجس بن سلطان العامرىّ من عرب البحرين. وكان وصول الفرس المذكور يوم الخميس سادس ربيع الآخر. وقد قال فى ذلك جلال الدين الصفدىّ البريدىّ أبياتا فالمستحسن منها:

(١٣) ... يا مليك الأرض الذى أصبحت

نعمته بين الورى جاريه (١٣_)

إنّ الحصان الأشقر الصيحمى ... أتى يمشى فى خدمته جاريه

يجرى إلى الخدمة مستبشرا ... والحجرة أيضا معه جاريه

وفى غد قد أقبلت حجرة ... تدعى الكحيلية لا الجاريه

وستّة هن خوات لها ... الكلّ ستات بلا جاريه (١٧)

وفيها قبض على الأمير علم الدين سنجر الجاولى الأمير سيف الدين ألماس أمير حاجب وسيّر إلى الأبواب العالية تحت الحوطة صحبته ثمانية مماليك من مماليك ألماس. وكان العبد قد توجّه على البريد لتجهيز الخيول


(٤) أحد: احدا
(١٣ - ١٧) الأبيات من بحور مختلفة ومضطربة الوزن
(١٣_) الذى: التى