للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالمنازل لأجل توجّه القاضى كريم الدين الكبير إلى القدس الشريف.

فوصل الأمير علم الدين إلى المنزلة السعيديّة ثانى يوم من شهر رمضان المعظّم من هذه السنة المذكورة، وسلّم إلى الأمير علاء الدين مغلطاى الجمالىّ ثالث يوم من رمضان. فأخذه من بستان مولانا السلطان من بركة الحجّاج وتوجّه به فى الحرّاقة إلى ثغر الإسكندرية، فأقام بها حتى أفرج الله عنه فى تأريخ ما يأتى ذكره، ثمّ خرج الأمير صارم الدين الجرمكىّ على حوطته. ثمّ ولى مكانه بغزّة الأمير حسام الدين لاجين الصغير من أمرا دمشق

وفى خامس عشرين ربيع الأوّل وصل الأمير سيف الدين أطرجى (٩) من بلاد بركة من عند الملك أزبك وصحبته الآدر الشريفة بنت أخى أزبك، وحضر معها رجل مقعد، وقاضى يسمّى نور (١١)، وقالوا: إنّ هذا القاضى هو الذى أهدى الملك أزبك إلى الإسلام، ومعهم جمع كبير. وأنزل بها فى الميدان الظاهرىّ، وحضر أيضا معهم رسل كبار من جهة الملك أزبك ورسل الفرنج. وحضر صحبتهم سكران التاجر الإفرنجىّ ورفيقه.

استحضرهم مولانا السلطان عزّ نصره وتحدّث معهم. وكان معهم عدّة مماليك وجوار. ثمّ استحضر مولانا السلطان الرسل وذلك الرجل المقعد، وعقدوا العقد الشريف. ثمّ نزل الأمير سيف الدين أرغون النايب والأمير سيف الدين بكتمر الساقى والقاضى كريم الدين الكبير إلى الميدان، وطلعوا بالخاتون الجليلة، وهى على عربة صفة عجلة ملبسة الثياب المذهبة زىّ لبس البلاد. وذكروا أنّ الرسل والمماليك والجوارى (٢٠) وسكران التاجر ورفيقه جميعهم كانوا فى مركب واحد، وأنّ مشتراه على صاحبه ثمانين


(٩) أطرجى زت: اطوجى، انظر السلوك ج‍ ٢ ص ١٧٧
(١١) نور: نور
(٢٠) والجوارى: والجوار