للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها عزل كريم الدين الصغير أيضا عن نظر الدولة فى سادس عشر ربيع الآخر، وولى صاحب ديوان الجيوش المنصورة. ثمّ مسك يوم السبت العشرين من هذا الشهر وولده سعد الدين أبو الفرج، وصودرا وحمل من جهتهما أموال جمّة وغلال كثيرة ومواشى عديدة. وكان كريم الدين الناظر المذكور فيه عفّة عن الأموال السلطانيّة. وكان صاحب متجر وزرع وغيره، وكان سلطا سفيها جريئا (٦) قوىّ الجنان

وفيها وزر الصاحب أمين الدين أمين الملك بن العنام الوزارة الثانية رابع عشرين شهر ربيع الآخر. وكان بطّالا مقيما (٨) بالقدس الشريف، فطلب وأخلع عليه، ووزر وفتح الشبّاك الذى للوزارة. واستقرّ شرف الدين بن زنبور خال القاضى فخر الدين ناظر الجيوش المنصورة ناظر النظّار بالديار المصريّة، وكان قبل ذلك مستوفى الصحبة الشريفة.

وكان ضعيف الكتابة عاريا (١٢) من المعرفة، وإنّما كان ذلك كما قالت العرب: الخيل ترعى بالحصان المربوط. -فكان سبب تنقّله القاضى فخر الدين وحرمته فى الدولة. ثمّ تخلّص كريم الدين الصغير الناظر (١٥)، وتوجّه ناظرا إلى صفد

وفيها كان الصلح بين المسلمين والتتار، وذلك بحسن تدبير مولانا السلطان وبركة سياسته التى تحيّر فيها الأفكار، حتى عادت أسمارا على ألسنة السّمّار، وكان ذلك على يد مجد الدين السلامىّ التاجر السفّار. ثمّ حضر فى هذه السنة رسول الملك أبى (١٩) سعيد، وسأل المراحم الشريفة على


(٦) سلطا سفيها جريئا: سلط سفيه جرى
(٨) بطالا مقيما: بطال مقيم
(١٢) عاريا: عارى
(١٥) ناظرا: ناظر
(١٩) أبى: ابو