للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أقام بها. وتولّى مكانه بنظر الخاصّ القاضى تاج الدين إسحق، وكان مستوفيا بالأبواب العالية، وتولّى من مناصب كريم الدين نظر الأوقاف المنصوريّة بالبيمارستان والمدرسة الأمير جمال الدين نايب الكرك. وتولّى من مناصب كريم الدين أيضا نظر الأوقاف بجامع أحمد بن طولون الأمير سيف الدين قجليس أمير سلاح الناصرىّ، فسبحان الدايم بلا زوال، مغيّر حال بعد حال

وما أحسن قول الحكما هاهنا: إنّ شبيه أصحاب السلطان كقوم رقوا إلى جبل، ثمّ سقطوا منه، فكان أبعدهم فى المرقى أقربهم إلى التلف، بقدر الصعود (٩) يكون الهبوط. -وقولهم: صاحب السلطان كراكب الأسد، الناس تهيّبه وهو لمركوبه أهيب. -وقولهم: السلطان كالنار، إن قربت منها احترقت وإن بعدت عنها لم تنتفع بها، فالعاقل من اقتبس منها وهو على حذر. -وقولهم: مرقة السلطان حارّة، من حساها بلا حساب احترقت شفتاه. قلت أنا: مال السلطان مسموم، من أكله تخرّطت أمعاه، ولا يفيد فيه الجواهر، فلو أفادت فيه الجواهر، لمّا هلك الظاهر. - ومن قول الشاعر <من المتقارب>:

إذا ما خطيت (١٦) ... إلى رتبة

فإيّاك والدرج العاليه

وكن فى منزل (١٧) ... إذا ما وقعت

تقوم ورجلاك فى عافيه

ولمّا نكبت البرامكة قال الرشيد رضى الله عنه لأحمد بن أبى خالد- ومن (١٩) رواية أنّ الكلام كان للفضل بن الربيع-وقد كان قام بالأمر بعدهم:

يا أحمد، إيّاك والدالّة على الملوك، فإنّ البرامكة أصيبوا منها


(٩) بقدر. . . الهبوط: بالهامش
(١٦) خطيت: كذا بالأصل، صوابه خطوت
(١٧) منزل: الوزن لا يستقيم به
(١٩) ومن. . . الربيع: بالهامش