إلى الأبواب العالية. ثمّ وسعهم حلم مولانا السلطان وعفوه وسعة صدره الشريف الذى كما قيل <من الكامل>:
لله صدر للإمام كأنّما ... أقطار طاعته (٣) به قطمير
تتزاحم الأضداد فيه فتنثنى ... عنه وليس لوقعها تأثير
وفيها وصل الأمير سيف الدين تنكز ملك الأمرا بالشأم المحروس إلى الأبواب العالية زايرا، ففاز بتقبيل الأرض بين يدى المواقف الشريفة السلطانيّة، فلمّا كان يوم الأحد خامس ربيع الآخر، تغيّرت الخواطر الشريفة على مماليكه الأميرين، الأمير سيف الدين طشتمر الساقى، والأمير سيف الدين قطلوبغا، وكان ذلك أوّل هذا النهار. ثمّ رجع مولانا السلطان إلى أصله الشريف ولينه الطاهر. فإنّ هؤلاء الأمرا عنده بمحلّ الأولاد، يلاحظهم بعين التربية والشفقة. فلمّا كان أذان الظهر من ذلك اليوم رسم للأمير سيف الدين طشتمر أن يسكن القلعة ويستقرّ على إمرته وإقطاعه. ورسم للأمير سيف الدين قطلوبغا بالتوجّه إلى دمشق المحروسة أمير ماية مقدّم ألف. فتوجّه صحبته ملك الأمرا. وذلك يوم السبت حادى عشر ربيع الآخر
وفيها انفصل شهاب الدين بن المهمندار من نقابة الجيوش المنصورة.
وتولّى عزّ الدين دقماق مكانه، ومشى فى النقابة بخلاف ما كانا عليه متقدّماه