نايب صفد، وحسام الدين لاجين بغزّة، والملوك بالأقطار حسبما ذكرناه فى السنة الخالية
وفيها وصل الملك عماد الدين صاحب حماة إلى الأبواب العالية، وتوجّه فى خدمة الركاب الشريف إلى الصيد المبارك بالوجه القبلىّ. ولمّا عاد توجّه إلى محلّ ملكه من إنعام مولانا السلطان عليه
وفيها حصل للمقام الشريف ما حصل من التوعّك بسبب يده الشريفة، وقاها الله المحذورات، وبسطها وإن كانت لم تزل مبسوطة بالخيرات. وكان التوعّك بهذا السبب مدّة سبعة وثلاثين يوما. ولقد بلغ العبد أنّ المجبّر الذى جبر الله الإسلام بصناعته يقال له ابن أبى ستّة، وكان حاله قد تضعضع.
فكان أكثر أوقاته يقول فى دعايه: يا الله، كسرة بجبرة! -فلمّا جبر الله تعالى الإسلام، بعافية يد سيّد ملوك الأنام، حصل له من البرّ والإحسان والإنعام، ما جبر به كسره العامّ. فلمّا كان يوم الأحد رابع شهر جمادى الآخر جلس مولانا السلطان بالإيوان، وقد منّ الله تعالى على المسلمين بنعمه الوافية، وجمع له بين الأجر والعافية. لا زال فى كلّ حين من بهجة سلطانه ميسم، ولكلّ ثغر من نضارة زمانه مبسم، وأيّامه مصقولة الحواشى والأطراف، وأياديه بادية بالإسعاد والإسعاف. ثمّ إنّ صدقاته العميمة عمّت فى ذلك النهار الخاصّ والعامّ، وفرّق الإقطاعات على أولاد الأجناد الأيتام، وكان يوما مشهودا، والملايكة بما فعله من الصدقات فيه شهودا (١٨)
وفيها كانت الفتنة بمكّة شرّفها الله تعالى. وقتل الأمير سيف الدين آلدمر أمير جاندار وولده وابن التاجىّ، وجماعة من المماليك الذين كانوا مع