للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آلدمر. وكانت فتنة كبيرة أشرف الحاجّ فيها على التلاف والنهب. ثمّ سلّم الله تعالى الركب، وخرجوا سالمين بعد ما نهب بعضهم

وفيها أفرج الله تعالى عن الأمير سيف الدين بهادر المعزّىّ، وذلك فى العشر الأخير من جمادى الآخرة، وأنعم عليه بإقطاع الأمير علم الدين سنجر الجمقدار ماية فارس، بحكم انتقال الأمير علم الدين إلى الشأم المحروس

وفيها تولّى القاهرة ناصر الدين محمد بن المحسنىّ، عوضا عن الأمير عزّ الدين أيدمر الجمقدار الزرّاق. وكان الأمير عزّ الدين قد وليها عوضا عن الأمير سيف الدين قدودار أستادار (٨) برلغىّ كان. فلمّا توفّى قدودار وليها المشار إليه، فاستمرّ إلى هذا التأريخ وهو العشر الأوّل من ذى الحجّة.

فسار فى الولاية أحسن سيرة، وكان كثير القلق (١٠) منها، متوجّها إلى الله عزّ وجلّ فى طلب الخلاص من فتنتها. فاطّلع الله تعالى على نيّته، فأحسن خلاصه بما هو أميز منها، وانتقل إلى أمير جانداريّة بين يدى المواقف الشريفة. وكان هذا محمد بن المحسنىّ قد توصّل حتى تولّى إقليم المنوفيّة.

ثمّ توصّل بماله ومال أبيه بدر الدين بلبك المحسنىّ حتى تولّى القاهرة فى هذا التأريخ. وهذا بلبك المحسنىّ من أنطاكية، كسب منها عند ما فتحها السلطان الملك الظاهر رحمه الله، كسبه بعض مماليك الطواشى محسن، فعرف بالمحسنىّ. ثمّ إنّه كان تولّى القاهرة فى دولة البرجيّة مرّتين، وهو كثير المكر والحيل. فانتقل بمكره إلى نيابة ثغر الإسكندريّة. فحصّل فى مباشراته أموالا (١٩) عظيمة. فلمّا مسك كريم الدين الكبير توجّه الأمير علاء الدين الجمالىّ ومسكه وأخذ منه بعض شى. ثمّ رسم باعتقاله، فتحيّل واشترى نفسه


(٨) قدودار أستادار: قدوادار استادار
(١٠) القلق: القلق
(١٩) أموالا: اموال