للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يسير يقوم به أوده، فلا يزال متسلّطا عليه حتى يسلبه ما معه. وأمّا الأغنيا من الناس فيوقّر جانبهم لثلاثة وجوه: إمّا أن يكون ذلك الغنىّ له جاه فلا يتعرّض له لجاهه، وإمّا يكون مطّلعا (٣) على خيانته فيخشاه، وإمّا يصانعه بماله، فلا يتعرّض له ويساعده على أغراضه. وأمّا من لا يقدر على واحدة من الثلاث فلا يبرح يحطّ عليه إلى أن يتركه على الأرض البيضا، حتى أخذه الله تعالى أخذ عزيز مقتدر

وفيها ثانى صفر كتب كتاب النجل الشريف الطاهر السلطانىّ-وهو المقرّ الأشرف السيفىّ آنوك (٨) بن مولانا السلطان، عضده الله به وبذرّيّته الطاهرة- على بنت المقرّ السيفىّ بكتمر الساقى. وكان ذلك بالقصر الأبلق بحضور الأربعة أيمّة. وفرّق السكريج على الموالى الأمرا. فلمّا كان نهار الاثنين ثالث وعشرين صفر ركب المقرّ السيفىّ آنوك (١١) وخرج من باب السرّ من جهة القرافة، والأمرا والمقدّمين فى خدمته. ووصل إلى سوق الخيل إلى تحت الشباك ونزل وباس الأرض، وعليه خلعة أطلس أحمر بطرز زركش وشربوش مزركش. وطلع من باب السرّ الدى بالإصطبل المعمور، ونثر عليه الذهب والفضّة، وأنعم عليه بإمرة ماية فارس وتقدمة ألف. ولبس ذلك اليوم من الأمرا: الأمير سيف الدين ألماس الحاجب أطلس تمام بحياصة مجوهرة، الأحمدىّ أمير جاندار مثله، الأمير علاء الدين أيدغمش أمير آخور مثله. آقول طرد كامل، الأمير بدر الدين أمير مسعود مثله، عزّ الدين دقماق كذلك، جارباش أمير علم كذلك، شهاب الدين صاروجا ملوّن كامل


(٣) مطلعا: مطلع
(٨) آنوك: انك
(١١) آنوك: انك