للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها فى يوم السبت سادس ربيع الأوّل حضر رسول الملك أبى (١) سعيد، وهو الحاجّ أحمد وصحبته من الهدايا: بخاتىّ نياق ثمانى قطر، خيول عشرة، مماليك عشرة، جوارى مغانى اثنتين، دبابيس أربعة، بقج قماش عشر، طير ذهب، أنعم به مولانا السلطان على الحاجّ أحمد الرسول، وفى يوم الاثنين استحضره مولانا السلطان وأخلع عليه أطلس كامل وحياصة ذهب، وعلى رفيقه ملوّن (٦)، وركّبه فحلا أحمر بسرج ذهب خرج، وعلى ولده كنجىّ كامل وحياصة ذهب، وبقيّتهم خلع ملوّنة. وفى يوم الاثنين سافر الحاجّ أحمد الرسول متوجّها إلى بلاده، وأعطى الفقرا والحرافيش ذهبا جيّدا (٩) ودراهم

وفيها توفّى القاضى فخر الدين ناظر الجيوش المنصورة، رحمه الله تعالى.

وكان فيه برّ وصدقة ومعروف، وإيثار للفقرا والمساكين من أرباب البيوت المستحقّين. ولقد حكى لى وكيله نجم الدين أن كان راتبه فى كل شهر صدقة أربعة آلاف درهم نقرة، خارجا عمّا يحدث وما يتصدّق به من يده، والذى اتّصل إليه القاضى فخر الدين من الحرمة والهيبة والنهضة (١٤) والكفاية ما اتّصل إليه أحد قبله ولا بعده. وكان له عند مولانا السلطان عزّ نصره المنزلة الرفيعة حتى لا كان يخرج عن رأيه لما رأى فيه من البركة. ولقد حجّ القاضى فخر الدين فى سنة تسع وعشرين. وحضرت إلى الأبواب الشريفة جماعة كبيرة من أمرا العربان من آل فضل وآل مرى وغيرهم فى غيبة القاضى فخر الدين، وعادوا يثقلوا على المواقف الشريفة فى كثرة السؤال ولجاجة الطلب حتى تبرّم منهم، وقال: لقد أتعبنا القاضى فخر الدين


(١) أبى: ابو
(٦) ملون: بالهامش--فحلا: فحل
(٩) ذهبا جيدا: ذهب جيد
(١٤) والنهضة: والنهظة