وفى يوم الاثنين ثالث عشر ربيع الأوّل من هذه السنة المذكورة أنعم على الأمير جمال الدين آقوش نايب الكرك بنيابة طرابلس، عوضا عن الأمير شهاب الدين قرطاى بحكم وفاته إلى رحمة الله تعالى، واستقرّ كذلك.
وكان المقام الشريف السلطانىّ لا عاد يقوم لأحد من الأمرا فى المجلس إلاّ له. فلمّا توجّه المشار إليه إلى الشأم لم يقوم مولانا السلطان بعده لأحد غيره
وفيها عزل محمد بن المحسنىّ عن ولاية القاهرة ثانى يوم فى شعبان.
وتولّى علاء الدين أيدكين الأزكشىّ البريدىّ مملوك الأمير بدر الدين محمد ابن الأزكشىّ نايب الرحبة كان المقدّم ذكره
وفيها بلغ المسامع الشريفة سوء اعتماد الولاة فى حقّ الرعيّة. فعزل الجميع وصودروا وعوّضوا بمن وقع الاختيار عليه. ونفى من الولاة المعزولين بعد المصادرة ثلاثة نفر إلى الشأم وهم: عزّ الدين أيدمر الذى كان والى الولاة بالوجه البحرىّ، وسيف الدين طوغان الشمسىّ الذى كان والى الأشمونين، وسيف الدين قرشىّ الذى كان والى بلبيس. ومات من الولاة تحت العقوبة أياز الدوادارىّ مملوك الواند وبه عرف. وتخلّص الباقى بعد جهد جهيد، كلّ ذلك لحسن نظر المقام الشريف السلطانىّ فى حقوق رعيّته، لا زال ملكها وراعيها، والله تعالى يشكر له نيّته الشريفة ويعظم له أجر مساعيها
وفى يوم الجمعة ثالث شهر شعبان فى جامع القلعة المحروسة، والناس مجتمعون للصلاة وثب إنسان صفة عجمىّ، وفى يده سكّين، وقصد المقصورة السلطانيّة، فمسك فى وقته، وعذّب بأنواع العذاب، فلم يقرّ