للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشريف، واجعل أنّك عدوّى وحطّ علينا، وأطلعه على جميع مالى فى الظاهر مثل أملاك وغلال وخيول ومواشى، الأشيا التى لا يمكن إخفاؤها، فتحصل لك بذلك السلامة، وتكون واقفا (٣) لنا ومقاتلا معنا فى الباطن، والظاهر أنّك متنصّح. فيقال «لو كان ثمّ أموال باطنة كان هذا أطلعنا عليها» فيحصل لنا ولك الغرض. -فخلص بهذه الحيلة التى أدقّ من ذباب السيف، وتوفّر جانب ابن هلال الدولة من عسف المستخرج. ولم يورد إلاّ ما كان له ظاهرا لا يمكن إخفايه. فكان جميع ما حمل من جهته إلى آخر شهر صفر سنة خمس وثلاثين وسبع ماية، ثلاث ماية ألف درهم أو تزيد قليلا. وأمّا بكتوت الصايغ فأبيع له ستّة وثلاثين ملكا، تشهد كتبهم بأربع ماية ألف وثمانين ألف درهم، فأبيعت بماية ألف درهم وعشرين (١١) ألف درهم، وكذلك فصوص ولؤلؤ ومصاغات لهم قيمة كبيرة. قال بكتوت: إن حسب ما عدمه فكان ثمانى ماية ألف درهم، صحّ الحمل منها على مايتى ألف درهم، والباقى راح توابل وفرط مبيوع. -وهذا شئ لم يسمع بمثله. وتخلّص بعد ذلك بكتوت. واستقرّ ابن هلال الدولة وأقاربه وخالد المقدّم متعافين إلى هذا التاريخ، والله أعلم بما يكون من أمرهم

وفيها توفّى عزّ الدين دقماق نقيب الجيوش المنصورة سادس شهر رجب الفرد. وأنعم على الأمير شهاب الدين صاروجا الفاخرىّ بإمرة نقابة الجيوش عوضا عن عزّ الدين دقماق، لمّا أخذه الله تعالى بعلمه فيه فى ثلاثة أيّام

وفيها توفّى جمال الدين يوسف أمير طبر، رحمه الله


(٣) واقفا: واقف--ومقاتلا: ومقاتل
(١١) وعشرين: وعشرون