للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: (١) ومذهب جملة المسلمين أنّ السموات سبع، قال الله تعالى: الله {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماااتٍ طِباقاً»} (٢)، ومذهب الأوائل والمنجّمين أنّها تسعة أفلاك فأوّلها أقربها إلى الأرض، وهو أصغرها وهو فلك القمر، ثم الذى يليه فلك عطارد، ثم فلك الزهرة، ثم فلك الشمس، ثم فلك المرّيخ، ثم فلك المشترى، ثم فلك زحل وهو السابع، والثامن فلك البروج وفيه سائر الكواكب الثابتة، والتاسع الفلك الأعظم الحاكم على الجميع وله أسامى كثيرة منها الأثيرى لأنّه يؤثر فى غيره وغيره لا يؤثر فيه، والقسرى لأنّه يدير الأفلاك قسرا دورة قسريّة فى كلّ يوم وليلة دورة واحدة، ومن أسمائه فلك الاستواء، ومنها المستقيم، ومنها الأطلس، ويزعمون أنّه ليس وراءه شئ ولا فيه كوكب ولا غيره ويدير الأفلاك على القطبين الثابتين اللذين ذكرناهما، قال: وبينه وبين الأرض خمسون ألف سنة، ويسمّى المحيط أيضا لأنّه محيط بكلّ شئ ولا يحيط به إلاّ علم الله عزّ وجلّ.

قال بطلميوس: وهو أخفّ الأفلاك وأضوأها لأنّه بهىّ فى جوهره.

ولذلك ارتفع على كلّ شئ، قال: والذى دونه يقال له فلك البروج وفلك الأفلاك لأنّه يدور بأفلاك الكواكب. ثم دونه فلك زحل ثم الأفلاك المذكورون.

واختلفوا أيضا الأوائل فى كثير من أمرها، (٣٢) فمنهم من يقول: هى أفلاك كثيرة، ومنهم من قال: إنّ الفلك حىّ مميّز بجميع ما فيه ذو صورة، وكذلك جميع ما فيه بهذه المنزلة، وهذه الأفلاك من طبيعة أخرى بخلاف الطبائع الأربع لأنّها لو كانت من هذه لزمها لزوم هذه من الكون من هذه الطبائع الأربع التى دون فلك القمر من النار والهواء والتراب والماء ولزمها الفساد


(١) مأخوذ من مرآة الزمان ٤٢ آ،١١
(٢) القرآن الكريم ٦٧:٣