والاستحالة والزيادة والنقصان، فالفلك وما فيه من طبيعة خامسة ولم يخبرون عن ماهيّتها بأكثر من هذا.
وقال بطلميوس أيضا: صورة الفلك وعيان بروجه على مثال البطيخة المخطّطة أعلاها وأسفلها كالنقطتين وكلّ بيت بين خطّين بمنزلة البروج واتّساق بروجه على مثل اتّساق بيوتها وخطوطها.
وقال أفلاطن: الأفلاك كهيئة الأكر بعضها فوق بعض والفلك التاسع محيط بجميع الطبائع والمخلوقات وليس فيه كوكب وهو يدير الكلّ من المشرق إلى المغرب كلّ يوم وليلة دورة واحدة، والأفلاك الثمانية تدور من المغرب إلى المشرق، وشبّهوا ذلك بسفينة تجرى مع الماء وفيها رجل تمشى مصعدا، ولهم فى هذا بحث طويل.
واستدلّوا أيضا على ذلك أنّ الشمس والقمر يدوران فى اليوم والليلة دورة واحدة، قال: والبروج نصف سدس الفلك، قال: وفلك البروج وما فيه من الكواكب يدور على القطبين الذين ذكرنا غير قطبى الفلك الأعظم، وعرض الأرض من القطب الشمالى إلى القطب الجنوبى الذى هو مطلع سهيل فى موضع خطّ الاستواء ثلاثمائة وستّون درجة، فيكون الجملة تسعة آلاف فرسخ، ومن فلك القمر إلى الأرض خمسة وعشرون ألف فرسخ، قلت: وينبغى أن يكون هذا على وجه التقريب والظنّ لا على وجه القطع واليقين.
ونقل عن فيثاغورس أنّه قال: العالم الأرضى متّصل (٣٣) بالعالم السماوى والفلك يتحرّك حركة مستديرة دائمة فتتحرّك الكواكب بتحريكه وحركة الكواكب على هذا العالم تفعل فيه الاستحالة ويحدث فيه الكون والفساد، وفساد كلّ شئ يكون شئ آخر، ومثاله ما يحترق من الخشب فيصير فحما،