للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وردّدوا بين اليأس وعسى. فقلت: كلّ فنّ من الفنون عند هذا اليقن، فالتقطوا من أفنانه أفانين ليس فيها أفن. (١١) لا تحقّروا من قد بدا لكم، وتفرّوا عمّا بدا لكم. فجملة العمّة على القمّة. وقالوا هم: بعيد الهمّة. ثمّ وقع اختيار الوئام، على سماع القصص. فقال لهم: إنّها لأوفى الأقسام، وأوفر الحصص. فأحمد، من محامد الجبّار، أحمد حصّة. وحسر، وابتدأ بعد الاذّكار، بقصّة أبي البشر. فقال: لمّا خلق الله، عزّ وجلّ، آدم اللقاه كاللّقا، فلمّا نفخ فيه الروح مات الحاسد. ثمّ أمر الملائكة بالسّجود، فتطهّروا من غدير {لا عِلْمَ لَنا}، وغودر الغادر نجيا لكبرياء {أَنَا خَيْرٌ}، فلمّا جرى على آدم القدر بالزّلل، نزل فخدّ خدّ الفرح، بدمع التّرح، حتّى أقلق الوجود، فقال جبريل: ما لك؟ فصاح لسان حاله يقول (من الرّمل):

ما رحلت العيس عن أرضكم ... فرأت عيناي شيئا حسنا

هل لنا نحوكم من عودة ... ومن التّعليل قولي هل لنا

فقيل له: لا تحزن لقولي: {فَاهْبِطْ مِنْها}، فلك خلقتها. اخرج إلى