للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قولين، أحدهما: إبليس. قاله ابن مسعود وابن عبّاس. قال: وكذاك قال:

{أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً}. ومعناه: أنا جئت به، فكيف أسجد له؟ والثاني: ملك الموت، فروى السّدّيّ عن أشياخه، قال: لما أراد الله تعالى أن يخلق آدم، بعث جبريل إلى الأرض ليأتيه بطين منها، ليخلق منه آدم.

فجاء إليها فناشدته الله وقالت: أعوذ بالله منك أن تنقصني وتشينني وتكون سببا لإدخال جزء منّي إلى النار. فرقّ لها جبرائيل واستحيى ورجع إلى الله وقال: إنّها قالت كذا وكذا، واستعاذت بك فأعذتها. فبعث إليها إسرافيل فاستعاذت منه فأعاذها. فبعث إليها ميكائيل ففعلت كذلك. فبعث إليها ملك الموت فقالت له كذاك، واستعاذت بالله منه فقال: وأنا أعوذ بالله أن أرجع ولا أنفّذ أوامر ربّي. فأخذ من وجهها تربة بيضاء وحمراء وسوداء، ولم يأخذ من مكان واحد بل من عذبها وملحها، وكلّ شيء أخذه من عذبها صار في الجنّة، وإن كان ابن كافر، وكلّ شيء أخذه من ملحها صار إلى النار، وإن كان ابن مؤمن. فلمّا جاء ملك الموت بالطين إلى بين يدي الله عزّ وجلّ، وأخبره بما قالت وما قال-وهو أعلم-قال الله تعالى:

وعزّتي لأسلّطنّك عليها إذ أطعتني وخالفتها.

(٢٠) ولا يختلفون أن خلقه يوم الجمعة في آخر ساعة من ساعات النهار، سادس نيسان، وقد تقدم القول في ذلك.

واختلفوا كم أقام مصوّرا على أقوال، أحدها: أربعين سنة، قاله ابن عبّاس. والثاني: أربعين ليلة، قاله الضّحّاك. والثالث: لم يقدّر شيء، قاله