للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي الحديث بالإسناد إلى أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «لمّا نفخ في آدم الروح، مارت فطارت فصارت في رأسه فعطس، فقال: الحمد لله؛ فقال الله، عزّ وجلّ: يرحمك الله». وأخرجه ابن سعد عن أبي هريرة قال:

«فلمّا جرى الروح في خياشيمه عطس، فلقّنه الله حمده، فحمد ربّه». وقد رواه ابن عبّاس وفيه: «يرحمك ربّك أبا محمّد». قال مقاتل: وهذا معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «كنت نبيّا وآدم بين الماء والطين». وقال سهل بن عبد الله: لمّا قال يرحمك الله، علم أنّه سيذنب، لأنّ الرحمة إنّما تكون بعد الذنب والزّلّة. وقال السدّيّ: لمّا وصلت الروح إلى عينية، نظر إلى الجنّة وما فيها، فوثب قبل أن يصل الروح إلى رجليه؛ فذلك قوله {خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ}.

وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد أنّه قال: لمّا بلغ الروح عيني آدم ولسانه وأعلاه ولم تبلغ أسفله، قال: يا ربّ، استعجل خلقتي (٢٣) قبل غروب الشمس، يعني من يوم الجمعة؛ فذلك قوله تعالى: {خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ}.

وقال ابن سعد بإسناده عن سلمان الفارسيّ وابن مسعود، قال: خمّر الله طينة آدم أربعين ليلة-أو قال: أربعين يوما-ثمّ ضرب بيده فيه، فخرج كلّ طيّب في يمينه وخرج كلّ خبيث في يده الأخرى، ثمّ خلط بينهما؛ قال: فمن ثمّ يخرج الحيّ من الميّت والميّت من الحيّ.