للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى ابن سعد بإسناده إلى وهب بن منبّه، أنّه سمعه يقول: خلق الله آدم كما شاء ممّا شاء، فكان كذلك، {فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ} خلق من التراب والماء، فمنه لحمه ودمه وشعره وعظامه وجسده كلّه، فهذا بدء الخلق الذي خلق الله تعالى منه آدم، عليه السلام.

ثمّ جعل فيه النّفس، فبها يقوم ويقعد ويعلم ويسمع ويبصر، ثمّ ركّب فيه الروح فعرف الحقّ والباطل والرّشد من الغيّ.

وقال ابن عبّاس: أتته النفخة من قبل رأسه، فجعلت لا تجري في شيء من جسده إلاّ صار لحما ودما. وروى ابن سعد بإسناده عن إبراهيم قال: قال سلمان: أوّل ما خلق الله من آدم رأسه. فجعل يخلق جسده وهو ينظر إليه، قال: فبقيتا رجلاه عند العصر، فقال: يا ربّ عجّل، فقد حلّ الليل. قال الله تعالى: {خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ} أي عجولا.

وقال ابن سعد بإسناده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إنّ الله خلق آدم بيده».

فإن قيل: فقد قال تعالى: {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}، فقد ردّ العلم إلى الله تعالى. فالجواب من وجهين، أحدهما: أنّ