للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد نزل إلى الأرض حيوانا يمشي على قدميه ويبطش بيديه. فقال الحوت:

إن كنت صادقا، فما لي في البحر منه مهرب، ولا لك في البرّ منه مذهب.

وحكى الطبريّ، رحمه الله، في تاريخه، قال: جاع آدم، فاستطعم ربّه، فأتاه جبريل بسبع حبّات حنطة، فوضعها في يده، فقال: ما أصنع بها؟ فقال: أضعها في الأرض، فوضعها، فأنبتها تعالى من ساعته، ثمّ أمره فحصدها وفركها بيده، ثمّ ذرّاها وأتاه بحجرين فطحن، وأتاه جبريل بنار وخبزه ملّة، وآدم أوّل من خبز الملّة.

وروى سفيان بن عيينة بإسناده إلى ابن عبّاس، رضي الله عنه، قال:

لمّا أنزل الله تعالى آدم الأرض جاع، فقال: يا ربّ، أطعمني. فأوحى الله إليه: لا تنال دون أن تعمل عملا يعرق منه جبينك. فخبز خبز الملّة.

وقال أبو صالح عن ابن عبّاس، قال: لمّا رأى الله تعالى عري آدم وحوّاء أمره أن يذبح كبشا من الضأن، من الأزواج الثمانية، فذبحه، ثمّ أخذ صوفه، فغزلته حوّاء ونسجه آدم، فعمل منه جبّة لنفسه ودرعا وخمارا لحوّاء؛ وهو أوّل من حاك في الأرض وخاط. ثمّ أنزل الله عليه الكلبتين والمطرقة، فكان يكسر الأشجار بالمطرقة، وعمل التّنّور الذي ورثه نوح وفار الماء منه كما نذكر من خبره في قصّة نوح، عليه السلام، إن شاء الله تعالى.