فلمّا كان من غد يوم، وصلنا إلى السدّ، حضر رئيس تلك الحصون ومعه تلك الفوارس، وضربوا ذلك القفل، وصنتنا، فإذا من وراء الباب غوير ودويّ عظيم، يدلّ على عالم كبير جدا. . . من بعد المكان حصن كبير، يكون بقدر عشرة فراسخ تكسير مائة فرسخ. وعند ذلك الباب حصنان، يكون كلّ حصن منهما مائتي ذراع ارتفاع، مع دور. وعلى باب هذين الحصنين شجرتين، وبين الحصنين عين ماء عذبة. ورينا في أحد الحصنين آلة البناء الذي كان قد بني به السدّ، من القدور الحديد والمغارف الحديد والآلات التي كانت لتلك الصنّاع. والقدور شبه قدور الصابون، لكن أكبر منهم، مركّبة على كلّ ألفيّة أربع قدور. وهناك بقيّة من اللّبن الحديد، وقد التزق بعضها ببعض من الصدأ وطول العهد. والبنة ذراع ونصف طول، في نصف ذلك عرض، في سمك شبر ونصف. فتحيلنا حتى خلّصنا لبنة، وأحضرناها معنا للواثق. وسألنا من تلك الأقوام: هل رأيتوا أحدا من يأجوج ومأجوج؟ فذكروا أنّهم رأوا مرّة عددا منهم فوق الشّرف، فهبّت ريح سوداء فألقتهم (٦٤) إلى جانبهم الذي يليهم، وكان مقدار الرجل منهم في رأي العين من هذا البعد وعلوّه تقدير الشبر ونصف ذراع، ولحاهم تلعب بها الريح.