للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من ولد عرثاث بن آدم، عليه السلام. وكان قد اقتبس من علم الأسماء التي كانت تعمل بها عناق بنت حوّاء المقدّم ذكرها. وحكى عنه القبطيّون من أهل مصر في كتبهم المدّخرة عندهم حكايات كثيرة تخامر العقول، لخروجها عن حدّ القياس.

وهذا الملك عيقام، كان من قبل الطوفان بدهر طويل، فرأى في علمه كون الطوفان، فأمر الشياطين الخادمة لتلك الأسماء أن يبنوا له مكانا خلف خطّ الاستواء، بحيث لا يلحقه فساد هذا الكائن. فبني له القصر الذي في صفح جبل القمر، وهو قصر. . النّحاس الذي فيه التماثيل النحاس المشهور ذكرها بين العوامّ بمدينة النحاس. يشتمل هذا القصر على خمس وثلاثين تمثالا، لا يخرج ماء النيل إلاّ من حلوقها، وينصبّ في بطيحة.

ومن تلك البطيحة يتشعّب ويجري إلى عدّة أماكن، غير هذا النيل الواصل بمصر. فلمّا عمل له هذا القصر، أحبّ أن يراه قبل سكناه إيّاه. فجلس في قبّة، وحملته الشياطين على كواهلهم إلى ذلك القصر. فلمّا (٧٥) رأى حكمة بنيانه وزخرفته، وإلى حيطانه وما فيها من النقوش وصور الأفلاك وغير ذلك من صنوف العجائب-وكان يسرج بغير مصباح، وينصب فيه