ويؤرّخ ذلك اليوم في الصحيفة وتطوى وتودع في خزانة الملك. وعلى ذلك كانت تجري سائر أمورهم.
وكان الملك إذا حدث حادث، جمعهم بخارج مدينة منف واصطفّ لهم الناس في شارع المدينة، ثمّ يدخلون ركبانا يتقدم بعضهم بعضا، ويضرب بين أيديهم بطبل الاجتماع، فيدخل كلّ واحد بأعجوبة: منهم من يعلوا وجهه نورا مثل نور الشمس، فلا يقدر <أحدهم> على الدنوّ منه، (٧٤) ومنهم من تكون يده جوهر لونا من الألوان، ومنهم من يعمل جسده ذهبا إبريزا، ومنهم من يدخل راكب أسدا، متوشّحا بحيّات عظام، ومنهم من يكون عليه قبّة من نور شعشعانيّ أو من جوهر نفيس. وكلّ واحد يدخل بقدر ما ند له كوكبه الذي يتعبّده، لا يقدر <أن> يتعدّاه. فإذا دخلوا على الملك، قالوا له: أردتنا لمهمّة كذا وكذا، وقد أضمر الملك كذا وكذا، والرأي فيه كذا وكذا؛ فيفعل ما أمروه به، ولا يخرج عن إشارتهم.
وكان بمصر القديمة من قبل الطوفان ومن قبل تسميتها مصر-وكان اسمها: أمسوس-ملك كاهن، قد تعمّق في علم الكهانة، يقال له: عيقام،