ولكلّ فسقيّة درج (٨٣) نازل من ناحيتها، ليس لها قرار تدرك. ولعل هذه الفساقي هذا أصل أمرهم وهذا سببهم. وهم إلى حين وضعي هذا التاريخ بالبهنسا. وينزلوا إليهم المتفرجين من أهل البهنسا. وربّما في هذا الوقت أنّ الوالي سدّ ذلك الخسف، فإنّ أهل البلاد من البهنسا وغيرها عادوا يعبروا إلى تلك الفساقي ويفسدوا فيها. ومن كان في خاطره من عدوّه أمرا بلغة هناك، ولا يطّلع له على خبر. فعادوا كالمهالك، فأمر الوالي بردم ذلك، فردموه، حسبما بلغني في هذا الوقت.
وفي هذا الكتاب القبطيّ أنّ سوريد الملك قال لمنجّموه وكهنته:
انظروا آخر أمر بلادنا، إلى ماذا يؤول أمره بعد الطوفان المائيّ والآفة الناريّة؟
فقالوا: يقيم خرابا قرنان كاملان، ثمّ يعمّر، فيقيم دورا كاملا، فيأتيه قوم مشوّهون الخلق من الشرق، فيخرّبون الأقاليم السبعة، ثمّ يكون عليهم نازلة من صيحة سمائيّة، فلا يبقى منهم ديّارا، ثمّ تعمّر الأقاليم السبعة كأحسن ما كانت عليه أوّلا، فيقيم دورا كاملا ونصف دورا كاملا. ثمّ ينقطع عن مصر نيلها، فلا يعود. فتجلوا عنها أهلها. وتنشف حتّى تعود