للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: (١) قد روى هذا الحديث وله إسناد متّصل يقول: إنّ الله عزّ وجلّ له مدينتين عظيمتين واحدة بالمشرق والأخرى بالمغرب واسم التى بالمشرق حابلتا واسم التى بالمغرب جابرضا، طول كلّ مدينة منهن اثنا عشر ألف فرسخ لكلّ مدينة عشرة آلاف باب، بين كلّ باب وباب فرسخين، يحرس كلّ باب فى كلّ ليلة عشرة آلاف رجل لا تلحقهم التوبة إلى يوم القيامة، وإنّهم يأكلون ويشربون ويتناكحون، وفيهم حلم كثير ولهم خلق عظام تامّة فى الطول والجسامة، وإنّ هاتين المدينتين خارجتين من هذا العالم، لا يرون شمسا ولا قمر، ولا يعرفون آدم ولا إبليس، يعبدون الله تعالى ويوحّدونه، وإنّ لهم نور يشيعون فيه من نور العرش من غير شمس ولا قمر، وإنّ النبى صلى الله عليه وسلم قال: مرّ بى جبريل عليه السلام ليلة الإسراء عليهم فدعوتهم إلى الله عزّ وجلّ فأجابونى فمحسنهم مع محسنكم ومسيئهم مع (٤٤) مسيئكم.

وعن وهب بن منبّه (٢) ما رواه المسعودى أيضا تبعا لما قدّمنا أنّه قال: إنّ لله ثمانية عشر ألف عالم، الدنيا منه عالم واحد وما العمران فى الخراب إلاّ كخردلة فى كفّ أحدكم.

وروى المسعودى أيضا (٣) عن أهل الأثر أنّ لله تعالى دابة فى مرج من مروجه فى غامض علمه رزقها كلّ يوم مثل رزق العالم بأسره.

قلت: وهذه الأخبار والآثار فإنّها مبالغة فى عظمة ملك الله تعالى الذى لا يحدّ وكفى من ذلك قوله تعالى: {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ»} (٤).


(١) أخبار الزمان ١٨،٨
(٢) أخبار الزمان ١٩،١
(٣) أخبار الزمان ١٩،٤
(٤) القرآن الكريم ٢/ ٢٥٥